جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
107744 مشاهدة print word pdf
line-top
بيان ما جاء في الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن

...............................................................................


بين -رحمه الله- أن هذا من حروف الهجاء حرف ق أنه من الحروف الهجائية التي افتتحت بها كثير من السور.
افتتح الله ثلاث سور من القرآن بحرف واحد وهي ن وق وص واتفقوا على أن ن أو جمهورهم على أنها الحرف الهجائي وكذلك ص وكذلك افتتح ثمان سور بحرفين يعني مثل حم في الأحقاف والجاثية والدخان والزخرف وفصلت وغافر، ومثل يس حرفين وطس النمل حرفين افتتح الله جمال هذه السور بحرفين، واتفقوا على أنها من حروف الهجاء ولم يقل أحد أنها تشير إلى كذا ولا إلى كذا بل جعلوها من سائر الحروف التي تفتتح بها أيضا هذه السور.
وهكذا أيضا افتتح الله إحدى عشرة سورة بثلاثة أحرف أو ثلاث عشرة سورة بثلاثة أحرف وهي: السجدة ولقمان والروم والعنكبوت والقصص والشعراء، وكذلك الر في الحجر وإبراهيم ويونس وهود ويوسف والبقرة وآل عمران هذه افتتح الله تعالى بثلاثة أحرف الم أو الر أو طسم واتفقوا على أنها من حروف الهجاء، وافتتح سورتين بأربعة أحرف، وهي الأعراف المص، والرعد المر، وافتتح سورتين بخمسة أحرف، وهي مريم كهيعص، وكذلك الشورى حم عسق، واتفقوا على أنها كلها من الحروف من حروف الهجاء .
وقد اختلفوا في المراد بهذه الحروف التي تفتتح بها هذه السور، وتوقف بعضهم عن أن يقولوا فيها قولا، فصاروا يقولون الله أعلم بمراده بذلك، وتجرأ كثيرون وتكلموا فيها، وأكثرهم على أنها رموز كأسماء لتلك السور أنها جعلت أسماء للسور التي افتتحت بها.
ولذلك تتبع لصفة القرآن فإن الله تعالى يذكر غالبا بعدها القرآن الم ذَلِكَ الْكِتَابُ المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ وهكذا فيذكر بعدها الكتاب، ومثله حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ حم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ فيدل على أنها أسماء للسور أو أنها أسماء للقرآن يعني فتكون رموزا إلى أسماء تلك السور لتعرف بها ولتميز وإن كانت قد عرفت بأسماء أخرى.
كثير منها بقيت تعرف بأسمائها فسورة ص عرفت بأول حرف وكذلك يس وكذلك سورة ق عرفت بأول حرف وسورة طه عرفت بأول حرف أو حرفين منها فدل ذلك على أنه ما قصد بها إلا التعرف على أنها أسماء لتلك السور، فأما القول بأنها رموز إلى أشياء خفية فالظاهر أنه لا صحة لذلك . والآن نواصل القراءة.

line-bottom