لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. logo اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
101790 مشاهدة print word pdf
line-top
العظة والعبرة من ذكر القصص في القرآن

...............................................................................


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نعرف أن عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات ترشد المؤمن العاقل إلى الإيمان الصحيح اليقيني؛ وذلك أن الله تعالى نصبها لعباده كدلالات على كمال قدرته وعلى تمام تصرفه، ودلالة للعباد على أنه وحده هو ربهم، وهو خالقهم والمتصرف فيهم فمن تأمل فيها وتعقل اعتبر وعرف وأيقن، وأما من انحرف وانصرف فكره إلى أموره الدنية فإنه لا يعتبر ولا يتذكر ولا يتفكر.
نجد في القرآن دائما قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ أي لهم عقول يفهمون بها ويتفكرون بها في خلق الله تعالى، وكذلك قوله: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ يعني يكون فكرهم في هذه الموجودات صغيرها وكبيرها؛ ليدلهم هذا التفكير على اليقين بقدرة خالقهم، وأنه تعالى أهل أن يعبد، وأن يركع له ويسجد.
ثم من ذلك أيضا ما قص الله تعالى على عباده في كتابه من قصص الأولين التي تدل على أنه سبحانه ما أهمل العباد مع كونه نصب لهم الآيات؛ ليتفكروا وليتعقلوا ومع ذلك قد لا يهتدون بعقولهم إذا كانت ناقصة وقاصرة، فأرسل إليهم الرسل وأنزل عليهم الكتب، وأمر كل رسول أن يكون بشيرا ونذيرا لأمته، وأخبر تعالى بأولئك الرسل أو ببعضهم وماذا كانت عاقبتهم ونهاية قصتهم.

line-bottom