الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
شرح كتاب العظمة المجموعة الثالثة
70135 مشاهدة
بعض ما جاء في قصص ذي القرنين من العجائب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. قال رحمه الله تعالى: حدثنا الوليد قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا سليم بن منصور بن عمار عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى: أن ذا القرنين أول من لبس العمامة وذاك أنه كان في رأسه قرنان كالظلفين يتحركان فلبس العمامة من أجل ذلك وأنه دخل الحمام ودخل كاتبه معه فوضع ذو القرنين العمامة فقال له ذو القرنين هذا أمر لم يطلع عليه خلق غيرك فإن سمعت به من أحد قتلتك قال: فخرج الكاتب من الحمام فأخذه كهيبة الموت قال: فأتى الصحراء فوضع فمه بالأرض ثم نادى ألا إن للملك قرنين ألا إن للملك قرنين ألا إن للملك قرنين، فأنبت الله -عز وجل- من كلمته قصبتين فمر بهما راع فأعجب بهما فقطعهما واتخذهما مزمارا وكان إذا زمر خرج من القصبتين: ألا إن للملك قرنين ألا إن للملك قرنين قال: فانتشر ذلك في المدينة فأرسل ذو القرنين إلى الكاتب فقال: لتصدقني أو لأقتلنك قال: فقص عليه الكاتب القصة فقال ذو القرنين هذا أمر أراد الله -عز وجل- أن يبديه قال: فوضع العمامة عن رأسه.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف عن ابن جريج في تفسير وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قال: مدينة لها اثنا عشر ألف باب لولا أصوات أهلها لسمع الناس وجوب الشمس حين تجب، فحدث عن الحسن عن سمرة قال: النبي -صلى الله عليه وسلم - سترا لم يبن فيها بناء قط ولم يبن عليهم بنيان قط كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا سربا لهم حتى تزول .
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو طالب قال: حدثنا نصر بن علي قال: حدثنا سلم بن قتيبة قال: حدثنا سهل السراج قال: سمعت الحسن رحمه الله تعالى يقول: تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا قال: أرضهم أرض لا تحمل البناء فإذا طلعت الشمس تغوروا في الماء فإذا غربت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أحمد بن القاسم قال: حدثنا سليم بن منصور قال: حدثنا ابن الأصبهاني عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: سار ذو القرنين حتى أتى مطلع الشمس فمثل له مدينة خارجة من أفق السماء فتطلعت نفسه أن يملكها فمثل له رجل ومعه ميزان فوضع في كفة حجير، وفي الأخرى ذهب وفضة فرجح الحجير ثم زاد مع الذهب والفضة فرجح الحجير فلم يزل حتى مثل له الدنيا بما فيها فكذلك يرجح الحجير بها فقال ذو القرنين ما رأيت منظرا أعجب من هذا قال: ثم وضع على الحجر كفا من تراب فرجحت الدنيا فقال ذو القرنين وهذا أعجب فقال له الرجل: ملكت من مشرق الأرض إلى مغربها فلم تشبع حتى تطلع نفسك إلى هذه المدينة واعلم أن نفس ابن آدم لا يملؤها إلا التراب ارجع حيث جئت.
قال: وحدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا عبد الجبار قال: حدثنا سفيان عن ليث بن أبي سليم قال: لما بلغ ذو القرنين مشرق الشمس ومغربها قال: اجعلوا لي تابوتا من حديد حتى تلقوني في البحر فجعل له تابوت من حديد فأتاه ملك فقال: أي شيء تريد أن تصنع قال: أريد أن أفعل كذا وكذا قال: لقد كان قبلك رجل أعطي مثل ما أعطيت فأراد أن يصنع فأتيته وهو في البحر فقطعته فهو يهوي إلى يوم القيامة ارجع فرجع وقال: غيره فغطسته.
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: حدثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه رحمه الله تعالى قال: إن ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندرية ابن عجوز من عجائزهم ليس لها ولد غيره يقال له: الإسكندر وكان خارجيا في قومه لم يكن أفضلهم حسبا ولا موضعا، ولكن نشأ في أدب حسن وحلم ومروءة وعفة من لدن كان غلاما إلى أن بلغ رجلا ولم يزل منذ نشأ يتخلق بمكارم الأخلاق ويسمو إليها في الأمور.
وكان قد حلم حلما رأى به أنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها وغربها فلما قص رؤياه على قومه سموه ذا القرنين فلما رأى هذه الرؤيا بعدت همته واشتد أمره وعلا صوته وعز في قومه وألقى الله -عز وجل- عليه الهيبة بسبب ما أراد به وحدث نفسه بالأشياء كلها؛ فكان أول ما أجمع عليه رأيه الإسلام فأسلم فحسن إسلامه ثم دعا قومه إلى أن يسلموا فأسلموا عَنوة من عند آخرهم ثم أمرهم فبنوا له مسجدا قهرا فلم يجدوا بدا أن أجابوه فاستعملهم في بنيان ذلك المسجد جميعا لما ألبسه الله -عز وجل- من الهيبة والسلطان، ثم أمرهم فجعلوا طول المسجد أربعمائة ذراع وعرضه مائتي ذراع وعرض الحائط اثنتين وعشرين ذراعا وطوله في السماء مائة ذراع وأمرهم أن لا ينصبوا فيه سواري.
قالوا له: يا ذا القرنين فكيف له بخشب يبلغ ما بين الحائطين فقال لهم : إذا فرغتم من بنيان الحائطين كبستموه بالتراب حتى يستوي الكبس مع حيطان المسجد، فإذا فرغتم ذلك فرضتم على الموسع قدره وعلى المعسر قدره من الذهب والفضة وقطعتموه مثل قلامة الظفر، ثم خلطتموه بذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس تذيبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على أرض مستوية فإذا فرغتم من ذلك وقد عملتم طول كل خشبة مائتي ذراع في أربعة وعشرين ذراعا للحائطين منها أربع وعشرون ذراعا ومائتي ذراع لما بين الحائطين لكل حائط اثنتا عشرة ذراعا ثم تدعون المساكين لنهب ذلك التراب فيسارعون إليه من أجل ما فيه من الذهب والفضة فمن حمل شيئا فهو له فأخرج المساكين ذلك التراب وقد استقل السقف بما فيه واستغنى عن المساكين.
فجندهم أربعين ألفا وهم أول جند اتبعه وجعلهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف، ثم سيرهم في البلاد وحدث نفسه بالمسير فاجتمع إليه قومه وأهل مدينته فقالوا: يا ذا القرنين إنا ننشدك بالله لا تؤثر علينا بنفسك غيرنا ونحن ثروتك وفينا كان مسقط رأسك ونشأت وربيت وهذه أموالنا وأنفسنا فأنت الحكم فينا وهذه أمك عجوز كبيرة وهي أعظم الرأي لرأيكم ولكني بمنزلة المأخوذ بقلبه وسمعه وبصره ويرفع من خلقه قدما لا يدري أين يتوجه ولا ما يراد به، ولكن هلم معشر قومي فادخلوا هذا المسجد فأسلموا من عند آخركم وإياكم أن تخافوا علي فتهلكوا ثم دعا دهقان الإسكندرية فقال له: عمر مسجدي هذا وعزي عني أمي.
فكان مما تخلفه الدهقان به أنه لما رأى شدة وجد أمه وطول بكائها احتال لها ليعزيها ما أصاب الناس قبلها وبعدها من المصائب والبلايا، فأراد أن يعلمها أن الله تعالى لم يبرئ أحدا من البلايا والمصائب والفجعات قبلها ولا بعدها ثم إنه صنع عيدا عظيما وكان منه حيلة لها، ثم أذن مؤذنه: يا أيها الناس إن فلانا الدهقان قد أذن لكم أن تحضروا عيده في يوم كذا وكذا، فلما كان اليوم الذي أراد أن يحضره فيه الناس أذن مؤذنه يا أيها الناس إن فلانا الدهقان قد أذن لكم لتحضروا عيده في هذا اليوم فأسرعوا إليه واحذروا أن يحضره إلا رجل عري عن المصائب والبلايا والفجعات فلما فعل هذا لم يدر الناس على ما يضعون أمره فقالوا: هذا رجل أنفق فعظمت نفقته ثم ندم وأدركه البخل فتدارك أمره فأجمع أمرهم أن يخلوه وقالوا: من هذا الذي عري من البلايا أم من هذا الذي لم يفجع وتصبه المصائب فإن أهون الناس مصيبة لأهل الموت لأنه أمر شامل كتبه الله -عز وجل- على جميع خلقه فلا بد للعبد من أن يموت سوى مصائب أخرى ورزايا عظام تكون مما كتبه الله -عز وجل- على أهل الدنيا، فكل هذا تسمع أم ذي القرنين وقد ملئت منه عجبا وليست تدري ما يريد الدهقان.
ثم إن الدهقان بعث مناديا بعدما تكلم الناس وخاضوا فيه فأذن أيها الناس إن فلانا الدهقان قد أذن لكم لتحضروا عنده يوم كذا فلا يحضرنه إلا رجل قد ابتلي وأصيب أو فجع وإياكم أن يحضره أحد من خلق الله عري من البلايا لأنه لا خير فيمن لا يصيبه البلاء فلما فعل هذا تكلم الناس فقالوا: هذا رجل قد بخل ثم ندم واستحيا فتدارك رأيه وحجا عيبه، لما اجتمع الناس خطبهم فقال: يا أيها الناس إني لما جمعتكم لما دعوتكم له ولكن جمعتكم لأكلمكم في ذي القرنين فيما لحقنا به من فقد صاحبنا وفراقه؛ إنه عمد إلى أعظم أهل الأرض حلما وعلما وحكما وخطرا وأبعدهم صونا وأشدهم حيلة وبأسا وقلبا وجناحا فاجتلح من بين أظهرنا في مثل قلتنا وضعفنا وحاجتنا إليه.
فلما عظمت مصيبته علينا نظرت في مواقع البلاء فوجدت البلاء لنا الأسوة الحسنة منذ يوم خلق الله تعالى آدم عليه السلام إلى يومنا هذا فتعزيت بذلك وأردت أن أقص عليكم هذا العزاء لتصبروا وتسلموا وترضوا بقضاء ربكم تبارك وتعالى ولو نظرتم فيما قصصت عليكم مع مواقع البلاء لوجدتم أعظمه وأشده على النبيين ثم خيار الناس بعدهم؛ ابتلى الله -عز وجل- آدم عليه السلام أول خلقه وهو خيرته وصفوته من خلقه خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وأسجد له ملائكته وأسكنه جنته وأكرمه بكرامة لم يكرمها أحدا من خلقه قبله ولا بعده، ثم ابتلاه بأعظم بلية كانت في الدنيا من حين خلقها الله -عز وجل- وذلك الخروج من الجنة وهي المصيبة التي لا جبران لها فمن مثل آدم ومن هذا ليس له أسوة حسنة وعزاء عظيم بآدم ثم ابتلى الله من بعده بالحريق والجلاء وابتلى إسحاق عليه السلام بالذبح ويعقوب بالحزن والبلاء وعمى البصر ويوسف عليه السلام بالرق وأيوب عليه السلام بالسقم والمال والولد ويحيى عليه السلام بالذبح.
وزكريا عليه السلام بالقتل وعيسى عليه السلام بالأسر، وخلق من خلق الله -عز وجل-كثير لا يحصيهم إلا الله عز وجل، فلما فرغ من هذا الكلام عارضوا كلامه وأجابوه فأحسنوا إجابته، ثم قال لهم: انطلقوا بنا نعزي أم الإسكندروس وننظر كيف صبرها؟! فإنها أعظمت مصيبة في ابنها، لما دخلوا عليها قالوا لها: هل حضرت الجمع أو سمعت الكلام قالت لهم: ما غاب عني من أمركم شيء ولا سقط علي من كلامكم شيء، وما كان منكم أحد أعظم مصيبة في الإسكندروس مني، ولكن صبرني الله -عز وجل- ورضاني وربط على قلبي.
وإني أرجو أن يكون صبري وعزائي في القوة والتسليم بقدر عظم مصيبتي وإني لأرجو أن يكون أجري وثوابي على قدر ذلك، وإني لأرجو لكم من الأجر بقدر ما رزيتم من فقد أخيكم بأن تؤجروا على قدر ما نويتم في أمه وأملتم، والله يجزيني وإياكم ويغفر لي وإياكم ويرحمني وإياكم فلما رأوا حسن عزائها وصبرها انصرفوا وتركوها.
وانطلق ذو القرنين يسير على وجهه حتى أمعن في البلاد يؤم الغرب وجنوده يومئذ المساكين، فلما أمعن في البلاد أوحى الله -عز وجل-إليه أنك رسولي يا ذا القرنين إلى جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلى مغربها، فأنت رسولي إليهم وحجتي عليهم، هذا تأويل رؤياك التي رأيت، وقد بعثتك إلى جميع الأمم وهم سبع أمم وهم جميع خلقي؛ منهم أمتان بينهما طول الأرض كله فذكر الحديث بطوله نحو حديث محمد بن عيسى عن سلمة بن الفضل وزاد فيه، قال: فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض ولم يكن له فيهم عمر، وقد كان بلغ السن وأدركه الكبر، وكان عدد ما سار في البلاد من يوم بعثه الله -عز وجل-إلى قبضه خمسمائة عام.
قال: أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد قال: حدثنا أبو عبيد الله المخزومي قال: حدثنا سفيان عن الفضل بن عطية عن عبد الله بن عبيد بن عمير -رحمه الله تعالى- أن ذا القرنين حج ماشيا فسمع به إبراهيم عليه السلام فتلقاه.
قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا الدامغاني قال: حدثنا سلمة قال: حدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثني بعض من يسوق الأحاديث من الأعاجم من أهل الكتاب ممن قد أسلم فيما توارثوا من علمه: أن ذا القرنين كان رجلا صالحا من أهل مصر اسمه مرزبا بن مرذبة اليوناني من ولد يونان بن يافث بن نوح
قال سلمة عن محمد قال: حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن ذي القرنين فقال: ملك مسح الأرض من تحتها بالأسباب .
قال خالد وسمع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلا يقول: يا ذا القرنين فقال عمر -رضي الله عنه- اللهم غفرا أما رضيتم أن تتسموا بأسماء الأنبياء حتى تسموا بأسماء الملائكة.
قال محمد بن إسحاق -رحمه الله تعالى- فإن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال ذلك فالحق ما قال والباطل ما خالفه.
قال: حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا محمد بن روح بن عمران قال: قال محمد بن سليمان -رحمه الله تعالى- لما مات ذو القرنين -رحمه الله تعالى- وهو الإسكندر خرجت أمه في أحسن زي نساء أهل الإسكندر حتى وقفت على قبره، فقالت: واعجباه ممن بلغ السماء حكمه، وأقطار الأرض ملكه وسلطانه، ودانت له الملوك عنوة، أصبح اليوم نائما لا يستيقظ، صامتا لا يتكلم، محمولا على أيدي من لا يناله بصره، ألا هل مبلغ عني الإسكندر فإني قد وعظت فاتعظت وعزيت فصبرت، ولولا أني لاحقة به ما فعلت وعليك السلام ابني حيا وهالكا، فنعم المرء كنت ونعم الهالك أنت.


لا يزال هذا كله يتابع الكلام حول ذي القرنين حتى ذكر بعضهم أنه من الملائكة؛ استدلوا بهذا الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سمع رجلا يدعى ذا القرنين فقال: تسميتم بأسماء الملائكة أو تجاوزتم أسماء الأنبياء فتسميتم بأسماء الملائكة، ولكن المشهور أن ذا القرنين من البشر؛ أنه إنسان بشر، سمعنا أنه كان له قرنان؛ يعني من شعر رأسه قد جعله جديلتين كالقرنين فسمي بذلك في صغره، وأنه كان يسمى الإسكندر أو إسكندر هذا قول مشهور.