الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال رحمه الله تعالى: ذكر السحاب وصفته.
قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس وإبراهيم بن محمد بن الحسن قالا: حدثنا أبو سعيد الأشج قال: حدثنا عقبة عن إسرائيل عن جابر عن عطاء رحمه الله تعالى قال: السحاب يخرج من الأرض ثم تلا: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا
.
قال: حدثنا قاسم بن زكريا المطرز قال: حدثنا محمد بن منصور الطوسي قال: حدثنا أسيد الجمال قال: حدثنا يزيد بن مسلم الكناني عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ
قال: إن الله تبارك وتعالى يبعث الريح تحمل الماء من السماء، تمري به السحاب تدر كما تدر اللقحة ولو كانت الريح هي التي تلقح لقال الله عز وجل: وأرسلنا الرياح ملقحات.
قال: حدثنا قاسم بن زكريا قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا أسيد قال: حدثنا يزيد بن مسلم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: قال: القاسم سألت محمد بن منصور فقلت: عن النبي -صلى الله عليه وسلم- مثله؟ قال: لا أدري، وقيل لي: إنه في كتابه صحيح.
قال: حدثنا العباس بن حمدان قال: حدثنا محمد بن معمر قال: حدثنا سعيد عن قتادة رحمه الله تعالى قال: ذكر لنا أن رجلا سأل عليا رضي الله عنه عن فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا
قال: السحاب.
قال: حدثنا العباس قال: حدثنا محمد بن معمر قال: حدثنا روح قال: حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد رحمه الله تعالى فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا
قال: السحاب تحمل المطر.
قال: حدثنا الوليد بن أبان قال: حدثنا أبو حاتم قال: حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثنا أسامة بن زيد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال: رأيت ابن عباس رضي الله عنهما مر على بغلة وأنا في بني سلمة فمر به تبيع ابن امرأة كعب فسلم على ابن عباس فقال له ابن عباس هل سمعت كعبا يقول في السحاب شيئا؟ قال: نعم، كان يقول: السحاب غربال المطر ولولا السحاب حين ينزل الماء من السماء لأفسد ما يقع عليه من الأرض. قال: سمعت كعبا يقول في الأرض: تنبت العام نباتا وتنبت عاما قابلا غيره؟ قال: نعم، سمعته يقول: إن البذر ينزل من السماء.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: وأنا قد سمعت ذلك من كعب .
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا أبو طاهر سهل بن الفرخان قال: حدثنا الفرج بن عبد الملك بن ميناس قال: حدثتني أمي أم عبد الله بنت خالد بن معدان عن أبيها خالد بن معدان أنه كان يقول: إن في الجنة شجرة تثمر السحاب، فالسوداء منها الثمرة التي قد نضجت التي تحمل المطر، والبيضاء الثمرة التي لم تنضج لا تحمل المطر.
قال: حدثنا الوليد قال: حدثنا محمد بن عمارة قال: حدثنا إسحاق بن سليمان قال: حدثنا أبو سنان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبيد بن عمير رحمه الله تعالى قال : يبعث الله عز وجل المبشرة فتقم الأرض قما، ثم يبعث الله عز وجل المثيرة فتثير السحاب، ثم يبعث الله عز وجل المؤلفة فتؤلفه، ثم يبعث الله عز وجل اللواقح فتلقح السحاب، ثم قرأ عبيد: وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ
قال: الريح لواقح.
قال: حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا عباد بن العوام قال: حدثني موسى بن محمد بن الحارث التيمي عن أبيه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم دجن: كيف ترون بواسقها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تراكمها. قال: كيف ترون قواعدها؟ قالوا: ما أحسنها وأشد تمكنها. قال: كيف ترون جونها؟ قالوا: ما أحسنه وأشد سواده. قال: كيف ترون رحاها استدارت؟ قالوا: نعم ما أحسنها وأشد استدارتها. قال: ما أحسن برقها أخفوا أم وميضا أم يشق شقا؟ قال: بل يشق شقا. قال: الحيا. فقال أعرابي: يا رسول الله ما أفصحك! -أو ما رأينا من هو أعرب منك!- قال: حق لي وإنما نزل القرآن على لساني بلسان عربي مبين .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا إسحاق بن سنان قال: حدثنا عبيد الله بن إسماعيل عن عباد بن عباد عن إبراهيم بن محمد بن طلحة التيمي عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- جالسا في أصحابه فذكر الحديث، قال عباد: الوميض: شبه الطود السريع، والخفو: الذي يكون بين السحابين، والذي يشق شقا: يعترض في الأفق.
قال: حدثنا أبو بكر الفريابي قال: حدثنا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يحيى الحراني قال: حدثنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن حميد بن عبد الرحمن عن الغفاري قال: وحدثنيه عبد الواحد بن أبي عون عن سعيد بن إبراهيم قال: سمعت الغفاري قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ينشئ الله عز وجل السحاب فتنطق أحسن النطق وتضحك أحسن الضحك
.
قال: حدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن محمد عن سليمان بن داود الهاشمي قال: سألنا إبراهيم بن سعد عن هذا فقال: المنطق: الرعد، والضحك: البرق.
قال عبد الله بن محمد بن زكريا قال: حدثنا سلمة قال: حدثنا أبو المغيرة قال صفوان: حدثنا أبو المثنى رحمه الله تعالى قال: إن الله عز وجل اطلع إلى أرضه بعد الطوفان، وقد بث فيها خلقه حتى طلع إلى دقاق الدواب التي كانت تحت الحجارة تسبح باسمه، ووكل الأرض بأرزاق خلقه فقالت له الأرض: أروِني من الماء ولا تنزله علي منهمرا كما نزلته علي يوم الطوفان وشققني وجددني. قال: سأجعل لك السحاب غربالا. قالت: رب فإني أخشى الرعد حين أسمع صوته، وأظن أنها الساعة وأن أمرك من أمر الساعة قريب. قال: فإني سأجعل لك أمارة بين يدي الرعد؛ إذا رأيت الرعد فشددي أركانك للرعد. قالت: فإنها لتشد حين ترى البرق كما يخاف الرجل عن الشيء يهابه.
قال: حدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن عبيد قال: حدثنا أبو بكر بن جعفر قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثني عيسى بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن جابر عن عمير بن هانئ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: السحاب الأسود فيه المطر والأبيض فيه الندى وهو الذي ينضج الثمار.
قال: حدثنا أحمد بن عمر قال: حدثنا عبد الله بن عبيد قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عوف بن الحارث يقول: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نشأت السماء بحرية ثم تشاءمت فتلك عام غديقة. يعني: مطرا كثيرا .
قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن سعيد قال: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن الثقة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: هذا سحاب ينشئ الله عز وجل فينزل الله منه الماء، فما من منطق أحسن من منطقه ولا من ضحك أحسن من ضحكه وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منطقه الرعد وضحكه البرق منطق السماء وضحكه فيها .
قال عمرو بن أبي عمرو قال: حدثنا ابن رستة قال: حدثنا عثمان بن سعيد الأنماطي قال: حدثنا عبد الرحمن الدشتكي قال: حدثنا أبو جعفر الرازي عن قتادة عن الحسن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمرت سحابة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتدرون ما هذه؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: هذه العنانة. هذه روايا الأرض يسوقها الله عز وجل إلى أهل بلد لا يعبدونه
.
قال: حدثنا العباس بن حمدان وإبراهيم بن متويه قالا: حدثنا أبو سعيد قال: حدثني عقبة عن إسرائيل عن جابر عن عطاء رحمه الله تعالى قال: السحاب يخرج من الأرض ثم تلا: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا
.
قال: حدثنا محمد بن زكريا حدثنا أبو حذيفة عن سفيان رحمه الله تعالى في قوله: وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ
قال: الذي فيه المطر.
قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عمران قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان في قوله تعالى: كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا
قال: كانت السماء لا تمطر والأرض لا تنبت، ففتقت هذه بالمطر وهذه بالنبات.
وقال آخرون: كانتا رتقا إحداهما فوق الأخرى.
يـرى الطبيعـة في الأشيا مؤثـرة | أين الطبيعـة يا مخذول إذ وُجـدوا |