شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
تحريف المبتدعة لكلام الله
...............................................................................
ومن التحريف اللفظي، ما ذكر أن بعض المعتزلة جاء إلى أبي عمرو بن العلاء اسم> القارئ المشهور أحد القراء السبعة، وقال: أريد أن تقرأ قول الله تعالى: رسم> وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى قرآن> رسم> اقرأها: وكلم اللَّهَ موسى اسم> تكليما، انصب اللهَ حتى يكون موسى اسم> هو المكلِّم يعني موسى اسم> كلم الله، وتقرأ: مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهَ حتى يكون موسى اسم> هو المكلِّم ليس هو المكلَّم، فقال أبو العلاء اسم> رحمه الله: هَب أني قرأت ذلك، أو أنت كذلك، فكيف تفعل بقول الله تعالى: رسم> وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن> رسم> هل تقبل أن تحرَّف هذه؟ فسُقِطَ في يد ذلك المعتزلي، وعرف أنه لا يقدر على تحريف كلام الله، وعلى تحريف القرآن، وأنه بهذا يكون قد تجرأ على كلام الله وغيره وغير دلالته.
فهذا يسمونه التأويل، وهو في الحقيقة تحريف لفظي، وأما التحريف المعنوي فما أكثره؛ حيث إنهم كلما جاءتهم من آية فيها دلالة على صفة جعلوها محتملة للتأويل فقالوا: نئولها أي: نحملها على محمل بعيد، فمثل: رسم> وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قرآن> رسم> قالوا: كلمه يعني: جرَّحه، وكلم الله موسى اسم> يعني جرحه؛ لأن الجرح يُسمَّى كَلْما كما في الحديث: رسم> ما من مكلوم يكلم في سبيل الله... متن_ح> رسم> جرحه بأظافر الحكمة.
مسألة>