شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
عقيدة ابن تيمية في آيات الصفات
...............................................................................
ثم يقول:
وأمر آيات الصفات كما أتت | وأصونها عن كل ما يتأول |
وأمر آيات الصفات كما أتت | وأصونها عن كل ما يُتأول |
ويريد بآيات الصفات الآيات التي بها إثبات صفات الله تعالى وهي كثيرة، فمنها آيات العلو كقوله تعالى: رسم> سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى قرآن> رسم> رسم> إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى قرآن> رسم> فإن هذا إثبات العلو لله، وكذلك قوله تعالى: رسم> إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا قرآن> رسم> وقوله: رسم> إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ قرآن> رسم> أخبر بأنه علي، وأنه الأعلى. لا شك أن هذا دليل على أنه عليّ كما يشاء.
ومنها آيات الفوقية كقوله تعالى: رسم> يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ قرآن> رسم> وقوله: رسم> وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ قرآن> رسم> فإن هذا دليل على إثبات صفة الفوقية، وأنه فوق عباده كما يشاء. ومنها آيات الرفع كقوله تعالى: رسم> إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ قرآن> رسم> يخاطب عيسى اسم> وقوله تعالى: رسم> وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ قرآن> رسم> .
رفعه إليه أي: رفع عيسى اسم> إليه، ولا شك أن الرفع لا يكون إلا من الأسفل إلى الأعلى، فأخبر بأنه رفعه إليه؛ فنصون هذه النصوص عن تأويلاتهم التي يتأولونها ليصرفوها عن ظاهرها.
وكذلك الصفات الفعلية، والصفات الذاتية، فإن الله أثبت لنفسه ذلك، وكذلك النبي-صلى الله عليه وسلم- فأثبت الله لنفسه صفة اليد في قوله تعالى: رسم> لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ قرآن> رسم> رسم> تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ قرآن> رسم> رسم> بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ قرآن> رسم> وأثبت صفة الوجه في قوله تعالى: رسم> كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قرآن> رسم> وفي قوله: رسم> إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى قرآن> رسم> وفي قوله: رسم> يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ قرآن> رسم> وفي قولهم: رسم> إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ قرآن> رسم> أخبر بأن لله تعالى صفة الوجه، وهذه من الصفات الذاتية.
وكذلك أيضا الصفات الفعلية أثبت لنفسه الغضب في قوله: رسم> وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ قرآن> رسم> وأثبت الرضا: رسم> رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ قرآن> رسم> وأثبت الرحمة في قوله تعالى: رسم> إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ قرآن> رسم> وفي قوله تعالى: رسم> وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ قرآن> رسم> وأثبت لنفسه المحبة في قوله: رسم> يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قرآن> رسم> وأثبت له الكراهية في قوله: رسم> كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ قرآن> رسم> وغير ذلك الكثير من الصفات، وكذلك في الأحاديث؛ كلام المصطفى الهادي -صلى الله عليه وسلم- فإنه كان يحلِف بقوله: والذي نفسي بيده .
وكذلك ثبتت أحاديث عنه في كثير من الصفات مثل قوله: رسم> ينزل ربنا إلى سماء الدنيا ... متن_ح> رسم> كما يشاء، ومثل قوله: رسم> عجِب ربك... متن_ح> رسم> أثبت لنفسه العجب، مع أن فيه مثال ورد في القرآن قوله تعالى: رسم> وَإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ قرآن> رسم> وكذلك أثبت الضحك في قوله صلى الله عليه وسلم: رسم> يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة متن_ح> رسم> وغير ذلك الكثير.
فيقول الشيخ رحمه الله: إني أقول: قال الله يعني: أستدل، فأقول: قال الله تعالى: رسم> إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ قرآن> رسم> وقال الله تعالى: رسم> ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن> رسم> وقال الله تعالى: رسم> وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ قرآن> رسم> وقال الله تعالى: رسم> رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ قرآن> رسم> وقال: رسم> يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ قرآن> رسم> .
وكذلك أقول: قال المصطفى الهادي، أقول: قال المصطفى يعني: النبي -صلى الله عليه وسلم- قال المصطفى يعني أنه قال كذا وكذا، فأقول: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: رسم> عجب ربك من قنوط عباده وقرب غِيَرِهِ ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك متن_ح> رسم> أثبت لنفسه الضحك، وأثبت لربه سبحانه وتعالى العجب.
وأقول: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: رسم> إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر متن_ح> رسم> وأقول: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: رسم> ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه متن_ح> رسم> وغير ذلك من الأحاديث أقولها وأثبتها حقا؛ ولذلك قال:
........................... | وأصـونها عن كل مـا يتـأول |
يقول ابن القيم اسم> في النونية في تفسير: رسم> ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قرآن> رسم> فيقول:
ولـهم عبـارات عليهـا أربـع | قـد حـررت للفـارس الطعان |
وهي استقـر وقـدر وكـذلك ار | تـفع الـذي ما فيـه من نكران |
وكـذاك قـد صعد الذي هو رابع | وأبو عبيـدة صـاحب الشيباني اسم> |
يختار هـذا القـول في تفسـيره | أدرى مـن الجهمي اسم> بالقــرآن |
والأشعري اسم> يقـول تفسـير استوى | بحقيقة استـولى مـن البهتان |