إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .
shape
شرح لامية شيخ الإسلام ابن تيمية
86575 مشاهدة print word pdf
line-top
ذكر الحشر

...............................................................................


ذكر الله تعالى أنه في آخر الدنيا يُنفخ في الصور في قوله تعالى: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ وفي آية أخرى يقول الله تعالى: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ .
ذكر في هذه الآيات ثلاث نفخات في سورة النمل: وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ وفي سورة الزمر: وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ فيقول بعض العلماء: إن هناك نفخة الفزع، ونفخة الصعق، ونفخة البعث، والصحيح أنهما نفختان سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- كم بين النفختين؟ فقال: بينهما أربعون يقول: الراوي لا أدري أربعين يوما، أو أربعين شهرا، أو أربعين سنة يمكن أن بينها أربعين سنة بين النفختين، وأن نفخة الفزع عندما ينفخ إسرافيل في الصور يفزع الناس يصيبهم فزع، ثم مع طول تلك النفخة يصعقون يموتون من شدة صوت تلك النفخة، فإذا ماتوا بقوا أربعين سنة، ثم بعد ذلك أمر الله الأرض، فجمعت ما فيها من عظامهم، ومن أجزائهم وأشلائهم.
فإذا تكامل جمعهم أمره الله فنفخ في الصور، فخرجت كل روح حتى تدخل في جسدها، فيقومون، يقومون من قبورهم، يقومون حُفاة، عُراة، غُرلا، حفاة ليس عليهم أحذية، عراة ليس على أبدانهم لباس، غرلا أي كما بدءوا كما بدأناه أول خلق نعيده غير مختتنين، وكما بدأهم الله تعالى، ذكر أن عائشة قالت: واسوأتاه، ينظر بعضهم إلى بعض، فقال صلى الله عليه وسلم: الأمر أشد من أن يهمهم ذلك .
بعد ذلك يحشرون يقول في الحديث: أول من يكسى إبراهيم ثم بعد ذلك يؤذن لهم في دخول الجنة التي هي نهايتهم أو يدخلون النار هذا ما يتعلق بالنار يعني دخول النار، وكذلك الصراط بعدما ذكر.

line-bottom