اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
فتاوى الصيام
148494 مشاهدة
الفطر يكون من الداخل ومن الخارج

س59: هناك أثر عن بعض الصحابة أن الإفطار يكون مما دخل لا مما خرج، وأن نقض الوضوء يكون مما خرج لا مما دخل، فهل هذا صحيح؟
الجواب: الصحيح أن هذا ليس على إطلاقه، فإن الفطر يكون من الداخل ومن الخارج، ونقض الوضوء أيضا يكون من الداخل ومن الخارج.
فمثال نقض الوضوء من الداخل أكل لحم الإبل، وأما نقض الوضوء من الخارج فمثال مس المرأة بشهوة، إذن نقض الوضوء يكون مما خرج ومما دخل.
ومثال نقض الصوم وهو خارج الحيض والنفاس، فلو كان الفطر إنما يكون في الداخل لما أفطرت الحائض بمجرد خروج الدم وكذلك النفساء، كذلك من الخارج أيضا القيء إذا استقاء متعمدا فإنه ناقض ومبطل للصوم، ومثال نقض الصوم مما دخل الأكل والشرب.
فتبين لنا أن هذا الأثر ليس على إطلاقه، فكما أن الإفطار يكون بما دخل، فكذلك يكون بما خرج وكذلك الوضوء. والله أعلم.