فتاوى الصيام
ترك صلاة التراويح
س165: ما حكم صلاة التراويح رأس> ؟ وما قولكم في حال كثير من الناس ممن ترك هذه الفضيلة العظيمة، وانصرف لتجارة الدنيا، وربما لإضاعة الوقت باللعب والسهر؟
سؤال> الجواب: صلاة التراويح هي القيام في ليالي رمضان بعد صلاة العشاء، وهي سنة مؤكدة كما دل على ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متن_ح> رسم> وقيام رمضان شامل للصلاة أول الليل وآخره، فالتراويح من قيام رمضان، وقد وصف الله عباده المؤمنين بقيام الليل كما قال -تعالى- رسم> وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا قرآن> رسم> [سورة الفرقان، الآية 64]. آية> وقوله: رسم> كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ قرآن> رسم> [سورة الذاريات، الآية 17]. آية>
ويستحب أن يصلي مع الإمام حتى ينصرف؛ فقد روى الإمام أحمد اسم> وأهل السنن بسند صحيح عن أبي ذر اسم> -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رسم> من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة متن_ح> رسم> وكان الإمام أحمد اسم> -رضي الله عنه- لا ينصرف إلا مع الإمام عملا بهذا الحديث.
ولا شك أن إقامة هذه العبادة في هذا الموسم العظيم تعتبر من شعائر دين الإسلام، ومن أفضل القربات والطاعات، ومن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- كما روى عبد الرحمن بن عوف اسم> -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: رسم> إن الله- عز وجل- فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه متن_ح> رسم> .
فإحياء هذه السنة وإظهارها فيه أجر كبير ومضاعفة للأعمال، وقد ورد في بعض الآثار: رسم> إن في السماء ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله -عز وجل- فإذا دخل رمضان استأذنوا ربهم أن يحضروا مع أمة محمد اسم> -صلى الله عليه وسلم- صلاة التراويح، فمن مسهم أو مسوه سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا رسم> .
فكيف يفوت المسلم هذا الأجر العظيم وينصرف عنه لتعاطي حرفة أو تجارة أو تنمية ثروة من متاع الحياة الدنيا التي لا تساوي كلها عند الله جناح بعوضة؟
فهؤلاء الذين يزهدون في فعل هذه الصلاة، ويشتغلون بأموالهم وصناعاتهم، لم يشعروا بالتفاوت الكبير بين ما يحصل لهم من كسب أو ربح دنيوي قليل، وما يفوتهم من الحسنات والأجور والثواب الأخروي ومضاعفة الأعمال في هذا الشهر الكريم. ولقد أكب الكثير على الأعمال الدنيوية في ليالي رمضان، ورأوا ذلك موسما لتنمية التجارة وإقبال العامة على العمل الدنيوي؛ فصار تنافسهم في ذلك، وتكاثرهم بالمال والكسب، وتناسوا قول بعض السلف: إذا رأيت من ينافسك في الدنيا فنافسه في الآخرة.
أما الذين يسهرون هذه الليالي على اللهو واللعب فهم أخسر صفقة وأضل سعيا؛ وذلك أن الناس اعتادوا السهر طوال ليالي رمضان غالبا، واعتاضوا عن نوم الليل بنوم الصبيحة وأول النهار أو أغلبه، فرأوا شغل هذا الليل بما يقطع الوقت، فأقبلوا على سماع الملاهي والأغاني، وأكبوا على النظر في الصور الفاتنة والأفلام الخليعة الماجنة، ونتج عن ذلك ميلهم إلى المعاصي، وتعطايهم شرب المسكرات وميل نفوسهم إلى الشهوات المحرمة، وحال الشيطان والنفوس الأمارة بالسوء بينهم وبين الأعمال الصالحة؛ فصدوا عن المساجد ومشاركة المصلين في هذه العبادة الشريفة، فأفضلهم من يصلي الفريضة ثم يبادر الباب، والكثير منهم يتركون الفرض الأعظم وهو الصلاة، ويتقربون بالصوم مجاراة ومحاكاة لأهليهم، مع تعاطيهم لهذه المحرمات وصدودهم عن ذكر الله وتلاوة كتابه. وذلك هو الخسران المبين. والله المستعان.
مسألة>