جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
فتاوى الصيام
130461 مشاهدة
قبول أعمال من طعن في السن

س100: لدي جدة تبلغ من العمر حوالي الثمانين، ووالدي متوفى وأنا في الشهر الأول من عمري، وقد قدر الله على جدتي بمرض أنهك جسمها وأصبحت لا تقوى على الصوم، وقد قمت بتعليمها بعض أمور الدين والصلاة الصحيحة، ولم تستطع تغيير وضعها في الصلاة، وقد تعبت وأنا أنصحها فأرجو منكم إفادتي هل صلاتها صحيحة وهي على هذه الحالة؟ وهل يجب علي إطعام مسكين كل يوم، أم أتركها لآخر الشهر وأقوم بإطعام المساكين بعد نهاية الصوم؟
الجواب: هذه المرأة المسنة إن كان الصوم يشق عليها، أو لا تستطيع إتمام صيام كل يوم لأجل الكبر أو المرض ؛ فإنه يطعم عنها عن كل يوم طعام مسكين، ويجوز تقديم الطعام جميعا في أول الشهر ويجوز تأخيره آخره، ويجوز تفريقه كما يجوز إعطاؤه لمسكين واحد أو لأهل بيت مستحقين، ويقدر ذلك بنصف صاع لكل يوم من غالب قوت البلد.
وأما كونها لا تحسن الصلاة ولا تستطيع تغيير عادتها التي كانت عليها في القراءة أو في الأفعال فلا إثم عليها؛ لأجل الطعن في السن الذي معه لا تفهم ما يقال، ومع ذلك فإن عليك أن تُكرر عليها التعاليم والبيان رجاء أن تتحسن ولو قليلا، والله الموفق.