التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
التأويل المذموم
ص (وقال في ذم مبتغي التأويل لمتشابه تنزيله: رسم> فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ قرآن> رسم> فجعل ابتغاء التأويل علامة على الزيغ، وقرنه بابتغاء الفتنة في الذم، ثم حجبهم عما أملوه، وقطع أطماعهم عما قصدوه بقوله سبحانه رسم> وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ قرآن> رسم> [آل عمران] .
س 13 (أ) من المراد بالذين في قلوبهم زيغ. (ب) وما طريقتهم في المتشابه. (ج) وما غرضهم في ذلك. (د) وما التأويل في الأصل. (هـ) وهل تمكن معرفته لأحد؟
سؤال> ج 13 (أ) الزيغ الميل والانحراف عن القصد. وزيغ القلب صدوده عن الإيمان بسبب الذنوب التي تتراكم عليه حتى تصرفه عن قبول الحق.
(ب) وطريقة الزائغين تتبع المتشابه والخوض فيه رأس> وتفسيره بالآراء والأهواء، والمراد بالمتشابه الآيات التي توهم اختلافا، أو يفهم منها البعض تشبيها أو تمثيلا، أو لا يتوصل إلى معرفة المراد منها لكل أحد بل لا يعرف معناها إلا أهل الرسوخ في العلم.
(ب) وغرضهم في ذلك (ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) أي يحاولون إيقاع الناس في الكفر والشك في صحة الدين وإعجاز القرآن، وصدهم عن قبول الحق، وكذا يحاولون معرفة ذلك المتشابه.
(د) والتأويل يستعمل لثلاثة معان.
- 1- قيل هو حقيقة الشيء وما يؤول إليه، وكنه الأشياء الغائبة وكيفية ظهورها. وهذا هو المراد به في كثير من الآيات القرآنية كقوله تعالى: ( رسم> ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا قرآن> رسم> [النساء]، وقوله رسم> هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ قرآن> رسم> [الأعراف].
2- وقيل هو التفسير الذي هو إيضاح معاني الآيات، وبيان المراد منها، وهذا اصطلاح كثير من المفسرين من السلف، كابن جرير الطبري اسم> وغيره.
-3- وقيل هو صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح، إلى الاحتمال المرجوح، لدليل يقترن به.
وهذا اصطلاح أهل الكلام، والمتأخرين من الأصوليين، وقد تسلطوا بهذا التأويل على نصوص الصفات وحدها، فحرفوا معانيها، وصرفوها عن المتبادر منها إلى احتمالات بعيدة بحجة أن العقل عندهم ينكر ما يدل عليه المفهوم منها، ففسروا الرحمة بأنها إرادة الإنعام، والغضب بأنه إرادة الانتقام، واليد بأنها النعمة أو القدرة ونحو ذلك.
(هـ) والتأويل للمتشابه هو الأول من هذه المعاني الثلاثة، وهو الذي لا يعلمه إلا الله لقوله تعالى: رسم> وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ قرآن> رسم> أي لا يعلم حقيقته وما يؤول إليه إلا الله، فحجبهم عما أملوه ورجوه، وقطع أطماعهم عن الوصول إلى معرفة تأويل تلك الآيات المتشابه ظاهرها.
مسألة>