إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
76861 مشاهدة print word pdf
line-top
واجب المسلم نحو مذهب السلف

ص (وقد أمرنا باقتفاء آثارهم، والاهتداء بمنارهم، وحذرنا المحدثات، وأخبرنا أنها من الضلالات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ).


س 16 (1) ما معنى اقتفاء آثارهم.. إلخ. (ب) وماذا يفيد قوله: عليكم بسنتي (جـ) وما السنة (د) ومن المراد بالخلفاء هنا (هـ) وما صفة العض عليها (و) وما المحدثات (ز) وكيف تكون المحدثة بدعة والبدعة ضلالة (ح) وما درجة هذا الحديث ؟
جـ16 (أ) الاقتفاء هو الاتباع وآثارهم أفعالهم التي أثرت عنهم، أمرنا بأن نفعل ما فعلوا وندين بما دانوا، والاهتداء الاستدلال، والمنار علم الطريق، أي أمرنا بأن نستدل في سيرنا المعنوي بالأعلام التي نصبوها لنا في الطريق وهي ما قالوه وفعلوه وخلفوه لمن بعدهم في العقائد والأعمال .
(ب) قوله: عليكم بسنتي: يفيد الأمر بلزومها والتمسك بها واتباعها، وهذه الصيغة تفيد التحريض على الأمر بالشيء فإذا قلت: عليك بالجد والمواظبة . فهو أمر بذلك وتحريض عليه .
(جـ) والسنة الطريقة والمنهج والمراد الأقوال والأفعال المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه .
(د) والمراد بالخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وألحق بهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لحسن سيرته فهم الذين خلفوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقاموا مقامه وعملوا كما عمل، والرشد الصلاح والاهتداء في السير والعمل وهو ضد الغواية .
(هـ) قوله: عضوا عليها أي تصلبوا في التمسك بها كما يتمسك العاض على الشيء بجميع أضراسه والنواجذ أقاصي الأسنان .
(و) وإياكم ومحدثات الأمور: أي ابتعدوا عنها وهذه الصيغة تفيد التنفير عن الشيء فإذا قلت إياك والكسل وإياك والبطالة فالمعنى احذر ذلك وابتعد عنه والمحدثات كل ما ليس له أصل في الدين مما يحدثه الناس بالأهواء والآراء.
(ز) فإن كل محدثة بدعة هذا تفسير للكلمة بما يوضحها، فإنه لما اشتهر النهي عن البدع في الدين والزيادة فيه بعد أن أكمله الله وجاء التحذير عن المبتدعين، فسر هنا المحدثة التي نهى عنها بأنها تكون فتنة ثم أخبر بأن البدعة ضلالة أي ذهاب عن الحق وضياع في الدين وسلوك لسبيل الضالين.
(ح) والحديث صحيح فقد رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وهو أحد الأربعين النووية.

line-bottom