التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
قول الإمام مالك في الاستواء
ص (سئل مالك بن أنس اسم> الإمام رضي الله عنه فقيل: يا أبا عبد الله رسم> الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قرآن> رسم> كيف استوى؟ فقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة. ثم أمر بالرجل فأخرج).
س 31 (أ) ما مراد هذا السائل. (ب) وما معنى جواب مالك اسم> (ج) ولماذا جعله مبتدعا. (د) وبين دلالة هذا الجواب.
سؤال> ج 31 (أ) أراد هذا السائل البحث عن كيفية الاستواء رأس> هل هي معلومة وهل هي كاستواء المخلوق أم لا؟.
(ب) قوله: الاستواء معلوم. أي مفهوم لكل عربي، فإنه إذا عدي بعلى- كما هنا- أفاد العلو والارتفاع، كقوله تعالى رسم> فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ قرآن> رسم> وقوله رسم> لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ قرآن> رسم> أي تعلوها، وتستقروا فوقها، فالاستواء معلوم، يفسر، ويترجم من لغة إلى لغة؟ وأما الكيفية فمجهولة للبشر، لقصور علمهم عن الإحاطة بالله وصفاته؟ وقوله: والإيمان به واجب. أي يلزم التصديق به، واعتقاده حقا، حيث ثبت بالدليل، وتواردت عليه الآيات.
(ج) وأما السؤال عن الكيفية فبدعة، لم يُؤْثر عن السلف وعلماء الأمة، وإنما كانوا يقرؤون الآيات، ويقرونها على ما هي عليه، ولا يتقعرون وراء ذلك.
(د) وهذا الجواب عظيم القدر، وقد روي قريب منه عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن اسم> شيخ مالك اسم> وروي أيضا عن أم سلمة اسم> رضي الله عنها موقوفا عليها، وروي عنها مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الإقرار بأن الاستواء مفهوم، وأن له كيفية، وتلك الكيفية مجهولة. ولو كان الإمام مالك اسم> رحمه الله ينكر الاستواء لما قال إنه معلوم، ولما كان له كيفية يحتاج إلى السؤال عنها.
مسألة>