لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
تابع لمعة الاعتقاد
68356 مشاهدة print word pdf
line-top
التأويل المذموم

...............................................................................


قال الله تعالى في ذم الذين يبتغون التأويل لما يتشابه من التنزيل: فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ قد اختلف في الراسخين.. هل يعلمون المتشابه أم لا يعلمه إلا الله؟ والصحيح: أنه إن أريد بالمتشابه المعاني التي هي مدلول الكلمات؛ فإنه يعلمها الراسخون، وأما إذا أريد بالمتشابه كيفيتها وما هي عليه فإن هذا مما يرد علمه إلى الله.
إذا عرفنا -مثلا أن الميت يعذب في قبره أو ينعم في قبره، لا تدرك ذلك عقولنا ولا تصل إليه، فالشاهد -مثلا أنه لو حفر للميت بعد يوم أو يومين وجد على حالته التي كان عليها دون أن يتغير شيء من جسده؛ ولكن نصدق بأن الروح تعذب أو تنعم، الروح التي خرجت من هذا الجسد هي التي تنعم أو تعذب، ولا نستطيع أن نصل إلى شيء من كيفية تعذيبها أو تنعيمها؛ بل تعجز عقولنا عن إدراك كيفية الأرواح، إذا خرجت روح الميت فهل تنظرون إليها وهل تبصرونها؟ إذا خرجت قبضها الملائكة، ثم إما أن تكون في عذاب، أو تكون في نعيم. عجزنا عن إدراك خلق . أو صفات . ونحوه.
فهذا هو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله، يعني: كنه الصفات وكيفيتها جعل الله تعالى ابتغاء التأويل علامة على الزيغ، الذين يتتبعون الآيات ويؤولونها ويصرفونها عن ظاهرها، هؤلاء هم الزائغون في قلوبهم زيغ، وجعلهم -أيضا يبتغون الفتنة، إبتغاء الفتنة -يعني أن يشبهوا على الناس، ويشكوكهم في عقيدتهم. وذمهم على ابتغاء الفتنة، وابتغاء التأويل حجبهم عن ما أملوه -يعني عن ما يأملون أن يصلوا إليه، وقطع أطماعهم عن ما قصدوه، إذا قصدوا أن يصلوا إلى التأويل، وأن يعرفوا الحقائق والماهيات، قطع ذلك بقوله: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ أي لا يعلم حقيقته وماهيته وكنهه إلا الله تعالى.

line-bottom