الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
تابع لمعة الاعتقاد
78867 مشاهدة print word pdf
line-top
واجب المسلم نحو مذهب السلف

...............................................................................


وقد أمرنا بالاقتفاء بآثارهم، والاهتداء بمنارهم، فلا نؤول -يعني تأويلا يخرج الكلام عن ما هو عليه، وعن مراد الله تعالى به؛ لأن هذا التأويل يصير تحريفا، تأويلهم: هو تحريف للكلم عن مواضعه. فأمرنا بأن نقتفي آثارهم، وأن نهتدي بمنارهم، يعني: بطرقهم التي ساروا عليها.
يقول: قد أمرنا بالاقتفاء لآثارهم، والاهتداء بمنارهم، يعني: بأعلامهم التي رفعوها وساروا عليها، وحذرنا من المحدثات -أي البدع، وأخبرنا بأنها من الضلالات، ثم استدل بهذا الحديث: قوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي الخلفاء الراشدون: الذين خلفوه، وهم الخلفاء الأربعة: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي هؤلاء هم الخلفاء الراشدون، ومن سار على نهجهم؛ فإنه تابع لهم.
ثم راشدين؛ لأنهم على الرشد؛ الذي هو ضد الغي قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ وسموا مهديين؛ لأنهم مهتدون، هداهم الله تعالى، وسدد خطاهم عضوا عليها بالنواجذ يعني: تمسكوا بها تمسكا قويا، الشيء إذا حرص عليه الإنسان أمسكه بيديه، وخاف أنه يتفلت، فيعضه بأسنانه، بأقاصي الأسنان، أقصى الأسنان يسمى الناجذ عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور المحدثات: هي البدع فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .

line-bottom