إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
55594 مشاهدة
لا تمثله العقول

ص (لا تمثله العقول بالتفكير، ولا تتوهمه القلوب بالتصوير). لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى].


س 7 (أ) ما الفرق بين تمثيل القلوب وتوهم العقول. (ب) وما التفكير والتصوير. (ج) وما معنى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ الآية؟
ج 7 (أ) تمثيل القلوب تخيلها وتقديرها؛ أن ذات الله كذا، وأن استواءه هكذا..، وتوهم العقول نظرها -خطأ- في ذات الله أو صفاته؟ وأصل الوهم الظن الخاطئ.
(ب) والتفكير هو التفكر بالقلب في الشيء الغائب، والتصوير هو التصور له، يعني أن القلوب لو فكرت في ذات الله، وتخيلت أنه هكذا أو أن صفته كذا، أو كيفية نزوله أو استوائه كذا لكانت خاطئة، وقد ورد في الأثر: تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق وهو حديث حسن بشواهده كما ذكره الألباني في الصحيحة 1788.
(ج) أما قوله تعالى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فهي آية عظيمة، تضمنت الرد على من شبه الله أو شيئا من صفاته بخلقه فإنه غاية التنقص، وعلى من نفى عن الله شيئا من صفاته. فقوله لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رد على المشبهة والممثلة، وقوله وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ رد على المعطلة، حيث أثبت لنفسه السمع والبصر الحقيقي، فيلحق بهما سائر صفات الكمال.