لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
68931 مشاهدة print word pdf
line-top
صفة المجيء والإتيان

ص (وقوله سبحانه: وَجَاءَ رَبُّكَ [الفجر]، وقوله: هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ [البقرة].


س 24 (أ) ما مفاد هاتين الآيتين. (ب) وما قول أهل السنة في مدلولهما. (ج) وما الجواب عن تأويل النفاة؟
ج 24 (أ) يخبر تعالى عن هول القيامة، وأن الأرض تندك دكا، وأنه سبحانه يجيء لفصل القضاء بين عباده، وتنزل الملائكة صفوفا. وفى الآية الأخرى أخبر أن الكفار ما ينتظرون إلا إتيان الله يوم القيامة ليحكم بين الناس.
(ب) وفي الآيتين الدلالة الواضحة على إثبات مجيء الله وإتيانه كما يشاء يوم القيامة وأنه الذي يتولى الحكم بين عباده ؛ فأهل السنة يقرون بما تضمنته هذه الآيات، ونحوها من الأحاديث، ويقولون: إنه تعالى يجيء مجيئا حقيقيا كما هو المفهوم من النصوص، إلا أنهم يتوقفون عن الكيفية، ويعتقدون أنه تعالى لا يشبه بشيء من خصائص الخلق.
(ج) وأنكر ذلك الجهمية، والأشعرية ونحوهم، لأنه بزعمهم من خصائص المحدثات والمركبات ؛ وتأولوا الآيات ونحوها بأن المراد: يجيء أمره. ونحو ذلك، وهو تأويل بعيد، يفتح لكل ملحد باب التقديرات في القرآن، ليصرفه عن المفهوم المتبادر إلى العقل من معناه، والقرآن ظاهر المعنى لكل مؤمن سليم الفطرة، ولو كان المراد أمره لصح نفي حكم الله بين العباد، والقول بأن الحكم من غيره، وهو باطل .

line-bottom