لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
80455 مشاهدة print word pdf
line-top
مثال حادثة الإسراء والمعراج

ص (مثل حديث الإسراء والمعراج، وكان يقظة لا مناما، فإن قريشا أنكرته وأكبرته، ولم تكن تنكر المنامات).


س 44 (أ) ما الإسراء والمعراج ؟ (ب) وما دليله؟ (ج) وما مستند من قال: إنه كان مناما مع الجواب عنه؟
ج 44 (أ) هو أن النبي صلى الله عليه وسلم أسري به من مكة إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء السابعة، وإلى حيث شاء الله، وكان ذلك بجسده وروحه.
(ب) والدليل قوله تعالى: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى أراد بالعبد محمدا صلى الله عليه وسلم، وذلك يعمُّ جسده وروحه، ودليل المعراج قوله تعالى: ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى إلى قوله: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى [النجم].
وقد تواترت الأحاديث في الصحيحين وغيرهما، عن جماعة من الصحابة، كأنس وجابر وابن عباس وابن مسعود وغيرهم، في صفة الإسراء والمعراج، وأنه صلى الله عليه وسلم ركب البراق ونزل منه وربطه بالصخرة، وصلى وصعد، ومعه الملك واستفتح، ثم سلم على من في السماوات من الأنبياء، ثم هبط، ونحو ذلك مما يؤكد أن الإسراء والمعراج كان يقظة لا مناما، وأنه بالجسد والروح.
(ج) وقد استبعد ذلك بعض من حرموا كمال الإيمان بالغيب، وأنكروا الإسراء بجسده، وزعموا أن ذلك مجرد رؤيا منامية ولو كان كذلك لما أنكره كفار قريش، فإنهم استبعدوا ذلك، وقالوا: كنا نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس شهرا ذهابا، وشهرا إيابا، ومحمد يزعم أنه أسري به إليه، فأصبح فينا، ثم لو كان الإسراء مناما لم يكن فيه معجزة ولم يكذبه أحد، فإن كل أحد قد يرى في منامه ما هو أبعد من بيت المقدس ولا يكذبه أحد، وقد بادر أبو بكر رضي الله عنه إلى تصديقه في الإسراء، وقال: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، في خبر السماء يأتيه بكرة وعشيا.

line-bottom