تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
74752 مشاهدة print word pdf
line-top
(الكلام في البرزخ)

ص ( وعذاب القبر ونعيمه حق وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منه، وأمر به في كل صلاة، وفتنة القبر حق، وسؤال منكر ونكير حق).


س 47 (أ) ما تقول في عذاب القبر ونعيمه؟ (ب) وما دليله؟ (ب) وهل هو على الروح أو البدن؟ (د) وما اسم ملائكة العذاب؟
ج 47 (أ) نؤمن بأنه حق وواقع، وأن كل أحد يناله حظه من العذاب أو النعيم في البرزخ ولو صلب، أو حرق وذري في الرياح، أو أكلته السباع، فإن أمر البرزخ يخالف المألوف في الدنيا، والإنسان مركب في الدنيا من جسد وروح، وبعد الموت لا تعدم الأرواح، فهي التي ذكر عنها أنها تصعد، وتذهب وتجيء.. إلخ، ولا يستبعد أن الجسد يتألم أو يلتذ في البرزخ، ولو اضمحل، فالله لا يعجزه شيء، فلا يصيخ الموحد إلى ما يهذي به مَن قل حظهم من الإيمان، بطعنهم في هذا الأمر، وقياسهم لأمر الآخرة على أمر الدنيا. وقد استدل عليه بقوله تعالى وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ [الأنعام]، وقوله تعالى يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ [إبراهيم].
(ج) وقد أورد ابن كثير عند هذه الآية كثيرا من أحاديث عذاب القبر ونعيمه، ذكر في مجموعها أن الميت يجلس، ويسأل عن ربه ودينه ونبيه، وأن المؤمن يوسع عليه قبره، ويكون روضة من رياض الجنة، وأن الكافر يضيق عليه، حتى تختلف أضلاعه، ويكون حفرة من حفر النار، ونحو ذلك وقد حجب عن أبصار بني آدم للابتلاء، وليؤمنوا بالغيب. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ في التشهد الأخير من عذاب القبر، ويأمر به، روى ذلك أبو هريرة وعائشة وغيرهما.
(د) وقد وردت أحاديث في ذكر فتاني القبر، وهما الملكان الموكلان بفتنة القبر، وأنهما منكر ونكير، وذكر أن صوتهما كالرعد القاصف، وبصرهما كالبرق الخاطف، إلى آخر ما ذكر.

line-bottom