تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
76867 مشاهدة print word pdf
line-top
(الكلام في الحوض)

ص ( ولنبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوض في القيامة ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، وأباريقه عدد نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، والصراط حق، يجوزه الأبرار، ويزل عنه الفجار ).


س 51 (أ) ما تقول في الحوض؟ (ب) وهل هو خاص أو عام؟ (ج) وما الصراط؟
ج 51 (أ) نعتقد أن الله يعطي نبينا صلى الله عليه وسلم في يوم القيامة حوضا عظيما وصف في بعض الروايات بسعته وأنه مسيرة شهر في شهر، أو ما بين أيلة إلى صنعاء وكذا ما ذكر من بياض مائه وحلاوته، وكثرة أباريقه وهي آنيته، وأنه يصب فيه ميزابان من الجنة، يرده الأبرار، ويذاد عنه الفجار.
(ب) وقد روي أن لكل نبي حوضا، ولكن محمد صلى الله عليه وسلم، أكثرهم واردا.
وقيل: هو الكوثر، وفسر أيضا الكوثر بأنه الخير الكثير، أو أنه نهر عظيم في الجنة، والله أعلم.
(ج) وأما (الصراط) فهو جسر ينصب على متن جهنم، دحض مزلة كحد السيف، يمر عليه الناس على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأجاود الخيل والركاب، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، وعلى جنبتي الصراط كلاليب، مثل شوك السعدان، تخطف من أمرت بخطفه، فناج مسلّم، ومخدوش، ومكردس في النار، وهذا هو الورود المذكور في قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم: 71]، ومعنى: يجوزه الأبرار. أي يعبرونه حتى يجاوزوه. ويزل عنه الفجار. أي يسقطون.

line-bottom