الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
الكنز الثمين
145678 مشاهدة print word pdf
line-top
نسبه ومولده ونشأته

نسبه:
عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين بن محمد بن عبد الله بن رشيد، من قبيلة بني زيد المعروفين في نجد، وكان أصلهم من بلد شقراء، ثم نزح الكثير منهم إلى كثير من القرى، ومنها بلد القويعية، وهي بلد المترجم.
مولده:
ولد في سنة تسع وأربعين بعد الثلاث مائة والألف من الهجرة النبوية، في بلد محيرقة، وهي إحدى قرى القويعية، وأخواله آل مسهر المشهورون هناك، وجده لأمه يلقب بمسهر، واسمه عبد الرحمن بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن عثمان بن محمد بن عبد الله بن رشيد، فعثمان أخو جبرين.

نشأته:
نشأ في قرية الرين التابعة للقويعية، وفي بلد محيرقة، وقرأ القرآن على أبيه، وعلى إمام جامع محيرقة وهو أحد أعمامه، واسمه سعد بن عبد الله بن جبرين بن فهد
ثم تعلم العلم على والده، وعلى قاضي الرين فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري.
ثم انتقل معه إلى الرياض عام 1374هـ، وانتظم في معهد إمام الدعوة وواصل فيه الدراسة، فانتهى من القسم العالي منه عام 1381هـ.
وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين، وعددهم أحد عشر طالبا، وكذا كان متفوقا في المرحلة الثانوية، ويرجع ذلك إلى تفرغه وإكبابه على الدراسة، مع انشغال زملائه بأهليهم وأمورهم الخاصة، مع أن في زملائه من يفوقه في السبق والذكاء وكثرة المعلومات، ولا يزال أكثرهم على قيد الحياة، وفق الله الجميع للخير.

line-bottom