الكنز الثمين
التوسل بحق السائلين عليه
عاشرا: يجوز التوسل بحق السائلين عليه، رأس> فحق السائلين عليه أن يجيبهم كما وعدهم.
ثم قال الكاتب:
[وما أنكروه وحاربوه ثابت في كتابهم (الورد المصفى المختار). ثم ذكر الدعاء المشهور: [اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وبكل حق هو لك وبحق السائلين عليك ... إلخ] .
جوابه:
إن هذا الدعاء لا بأس به، ولا دلالة على السؤال بذوات الأنبياء والأولياء؛ حيث لم يقل: أسألك بحق الأنبياء والصالحين أو بجاههم ومنزلتهم، وإنما سأل بحق السائلين، والمراد ما جعله حقّا على نفسه لكل من سأله ودعاه بقولـه: رسم> ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ قرآن> رسم> .
فكل من سأل الله فله حق الإجابة مع أنه حق تفضل وامتنان وكرم، وليس حق وجوب كما اعترف بذلك هذا الكاتب واستدل بقوله تعالى: رسم> وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> وكقوله: رسم> وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ قرآن> رسم> وكحديث معاذ اسم> رسم> حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا متن_ح> رسم> .
فحق السائلين عليه أن يجيبهم كما وعدهم، وهو حق أوجبه على نفسه، فسؤال الله تعالى بهذا الحق سؤال له بأفعاله لا بذوات السائلين، وإنما هو كقوله في الدعاء الآخر: رسم> أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك متن_ح> رسم> فالاستعاذة بمعافاته التي هي فعله كالسؤال بحق السائلين، الذي هو إثابتهم وهو من فعله تعالى.
مسألة>