إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
الكنز الثمين
145530 مشاهدة print word pdf
line-top
من يدعي علم الغيب ويتوسل بذوات الأشخاص

رابع عشر : من يدعي علم الغيب ويتوسل بذوات الأشخاص ليس بعالم؛ بل مجرم آثم:
ثم قال:
[وغاب عن هذا المجرم بأن الأمة فيها آلاف من العلماء العاملين، والأولياء الكاملين، الذين اتقوا الله فعلمهم الله، لا يساوي هذا الجهول تراب نعالهم].
وجوابه:
إن وصفك له بالإجرام والجهالة من جملة ما أقذعت به من السب، وأنت تعلم أن سباب المسلم فسوق، فأنت أولى بوصف الإجرام، وأنت الجهول حقّا جهلا مركبا .

ثم نقول: أين أولئك العاملون والأولياء الكاملون؟ لعلهم في زعم هذا الكاتب أمثال: دحلان، والنبهاني، وبابصيل، ونحوهم ممن عميت بصائرهم عن نور الحق، وقد ردَّ عليهم أئمة الدعوة، ومن هو على مسلكهم وأوضحوا أخطاءهم وكذبهم وتهافتهم ولكن هذا الكاتب ممن راجت عليه تلك الكتابات المشحونة بالكذب والبهتان، وعظّم أولئك الأغبياء أو المعاندين، وانخدع بما سطروه أو تفوهوا به عن هذا الإمام من أنه مجرم وجاهل وزنديق وظالم، وأنه يكفِّر المسلمين ويقتل الأبرياء ويبغض الرسول ويكفر من توسل به ... إلخ.
ولو رجع إلى مؤلفات الشيخ -رحمه الله- وكتابات تلاميذه وأتباعه لوجد فيها الحق والصواب، وعرف أنه ما ابتدع شيئا من قبل نفسه، وإنما نبه أهل زمانه على ما أخطئوا فيه من مسمى العبادة والإلهية والتوحيد، فالذين وافقوه وشهدوا بصحة ما جاء به وموافقته للصواب، هم أكثر وأفقه وأعلم من أولئك المخالفين المعاندين، أفلا تتذكرون؟!

line-bottom