الكنز الثمين
تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق
وسئل -حفظه الله تعالى-
هل الأحلام والوساوس الشيطانية -في ذات الله ونحو ذلك- التي تأتي للإنسان في النوم أو الصلاة ونحوها تؤثر في الإيمان؟ رأس> أم هو دليل على قوة الإيمان؟ سؤال> فأجاب:
لا شك أن الأحلام تكثر وتقع في النوم في غالب الأحوال، ولكن لا ينبغي الاهتمام بها، فقد ورد في الحديث: رسم> الرؤيا على رِجْلِ طائر حتى تُعْبَر فإذا عُبِرَتْ وقعت متن_ح> رسم> . وورد أيضًا: رسم> فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وشر الشيطان، وليتفل ثلاثًا ولا يحدث بها أحدًا، فإنها لن تضره متن_ح> رسم> .
فإذا كانت أحلاما غريبة، فهي من الأضغاث، ففي الحديث: رسم> الرؤيا من الله والحلم من الشيطان متن_ح> رسم> .
ولا يجعلها المسلم أكبر ما يهمه، بل عليه أن يتغافل عنها ويحدث نفسه بما يهمه من أمر دينه أو دنياه، ويعلم أن الله تعالى قد عفى عن التخيلات وحديث النفس، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها، ما لم تعمل أو تتكلم متن_ح> رسم> .
وقد وقعت الأوهام لكثير من الصحابة، حتى قال بعضهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- رسم> إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يَخِرَّ من السماء أحبُّ إليه من أن يتكلم به رسم> وفي رواية: رسم> قالوا إنَّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: و قد وجدتموه؟! قالوا: نعم! قال: ذاك صريح الإيمان رسم> وفي رواية: رسم> أنه سئل عن الوسوسة، قال: تلك محض الإيمان رسم> ونحو ذلك من الأحاديث، التي في صحيح مسلم اسم> وغيره .
وحيث إنها لا تضر الإيمان، فإن على المؤمن أن يجعل فكره وحديثه فيما بين يديه، فقد ورد في الأثر: تفكروا في المخلوق، ولا تفكروا في الخالق. وعلى المسلم أن يكثر من الدعاء بالصلاح والثبات والاستقامة، وأن يكثر من ذكر الله وعبادته وتلاوة كتابه، ويبتعد عن الآثام والسيئات التي يتسلَّط بها الشيطان على المسلم، والله أعلم.
مسألة>