إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
الكنز الثمين
145631 مشاهدة print word pdf
line-top
علامات قبول العمل

سئل فضيلة الشيخ -حفظه الله-
ما علامات قبول العمل الصالح ؟ وكيف يعرف الإنسان أن عمله مقبول إن شاء الله؟ وهل لذلك أمارات حتى يجتهد الشخص أكثر؟ فإن كان مخطئًا أو مقصرًا سأل وعالج النقص أو التقصير؟ فأجاب:

على الإنسان أولا: أن يخلص عمله، فلا يقصد به سوى وجه ربِّه الأعلى، ولا يهمّه أن رآه أحد من الناس أو لم يره، ولا أن مدحوه أو ذموه.
كما أن عليه ثانيا: أن يكمِّل العمل الذي يتقرب به إلى الله، ويعمله على الوجه المطلوب الوارد في كتب الأحكام؛ فلا يؤخره عن وقته، ولا ينقص من صفته، ولا يزيد فيه زيادة متصلة تغيره عن وضعه.
وعليه ثالثا: أن يجتهد في العمل الصالح، وأن يكثر من النوافل والقربات وأنواع الطاعات التي يكمل بها ما في الفرائض من الخلل والنقص.
وعليه رابعا: أن يعالج نفسه على محبة العبادة والإقبال عليها، والتلذذ بأنواع الطاعات، بحيث يقبل على العبادة بقلبه وقالبه، ويخشع فيها ويخضع، ليجد فيها راحة بدنه وسروره وفرحه ونشاطه وقوته.
ثم عليه خامسا: أن يحمي نفسه عن المخالفات والسيئات وسائر المعاصي والمحرمات، سواء أعمال القلب أو اللسان أو البدن، ونحو ذلك من الأعمال، وبعدها يجد غالبا إقبالا على الطاعة، ومحبة لها ولأهلها، وبغضا للمعاصي وأهلها، وذلك من علامات القبول للأعمال، والله أعلم.

line-bottom