القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير logo شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
68943 مشاهدة print word pdf
line-top
المبتدعة وموقف أهل السنة والجماعة منهم

ص ( ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم، وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر في كتب المبتدعة، والإصغاء إلى كلامهم، وكل محدثة بدعة، وكل متسم بغير الإسلام مبتدع، كالرافضة، والجهمية، والخوارج، والقدرية، والمرجئة، والمعتزلة، والكرامية، والكلابية، والسالمة ونظائرهم، فهذه فرق الضلال، وطوائف البدع، أعاذنا الله منها).


س 61 (أ) بماذا تعامل المبتدعة. (ب) وما المراد بالجدل في الدين. (ج) وما الموجب للبعد عن كتب أهل البدع. (د) وما البدعة والمبتدع. (هـ) واذكر شيئا من عقائد الرافضة، والجهمية، ومن ذكر معهم.
ج 61 (أ) يجب هجر أهل البدع وبغضهم، ومباينتهم أي فراقهم، كما يجب مقتهم، والتحقير من شأنهم، والتحذير من شرهم، وكل ما فيه إذلالهم، وإهانتهم، مما يسبب رجوعهم إلى السنة، أو التحذير منهم، وعدم الانخداع بزخرفهم.
(ب) وأما الجدال المنهي عنه فهو الخوض بلا علم ولا برهان، والتقعر في علم الكلام الذي لا فائدة فيه أو فيه مضرة. فأما المجادلة بالتي هي أحسن، فقد أمر الله بها لإظهار الحق، أو قمع المبطلين، ودحض المبتدعين.
(ج) والنهي عن قراءة كتب البدع وأهل الإلحاد والشرك، وكذا الإصغاء إلى كلامهم، لئلا يعلق بالذهن شيء من شبههم مما يسبب الميل إليهم، أو تحسين مذهبهم، أو تفضيله على مذهب أهل السنة ومعتقدهم، ولكن يجوز للعالم المتمكن قراءة كتبهم - للرد عليها، وإظهار تناقضها، وقلب أدلتهم عليهم، لأنه لا يخاف عليه الانخداع بتلك الشبه.
(د) وأما البدع فهي المحدثات في الدين، وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وقال صلى الله عليه وسلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وأنواع البدع كثيرة، فمنها ما يكفر به كبدعة الجهمية، والقدرية، والمجسمة. ومنها ما لا يكفر به كالبدع التي أحدثها بنوا أمية، مثل الخطبة جالسا، وتقديم خطبة العيد على الصلاة، ويلحق بها تعبد جهلة الصوفية بالرقص، والتصفيق، وأنواع المعازف، وكشف الرؤوس في الصلاة على وجه التعبد، وأمثال ذلك. والمبتدع كل متسم بغير الإسلام أي من جعل له سمة وميزة ظاهرة غير ميزة المسلمين وشعارهم، أو تسمى باسم يخالف في معناه ما عليه الصحابة والتابعون.
(هـ) وأما المبتدعة المذكورون، فخصهم بالذكر لاشتهار مذاهبهم، مع قبحها وبعدها عن الصواب، وقد تكفل أئمة أهل السنة بكشف عوارهم، وهتك أستارهم، ونقض أصولهم من أسها.
1- الرافضة هم المتسمون بالشيعة، يزعمون أنهم شايعوا أهل البيت ونصروهم، وهذه الفرقة قد عمت وطمت، وانتشر مذهبها الباطل، وتمكن في العراق وإيران والشام والهند والسند وقد انتشر بكثرة في جهات من المملكة أذلهم الله، ومع كثرتهم فهم أخبث الطوائف معتقدا، وأعظمها حقدا على أهل السنة، ومن عقيدتهم سب الصحابة، وتكفير أبي بكر وعمر وعائشة وأكابر السابقين، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في (منهاج السنة) فكفي وشفى، وإنما سموا رافضة لأنهم جاءوا إلى زيد بن علي بن الحسين فقالوا تبرأ من أبي بكر وعمر حتى نكون معك، فقال: هما صاحبا جدي، بل أتولاهما. قالوا: إذا نرفضك. فسموا رافضة وسمي من بايعه ووافقه زيدية.
2- (الجهمية) نسبة إلى رئيس البدع الاعتقادية الجهم بن صفوان اشتهروا بإنكار الصفات والرؤية، وقالوا بخلق القرآن، فالسلف يطلقون اسم الجهمي على كل من نفي الصفات الثابتة بالكتاب والسنة، وقد تفرق مذهب الجهمية، في المعتزلة، والأشاعرة، والجبرية، والقدرية وغيرهم.
3- (الخوارج) وهم كل من خرج عن الطاعة، وكفر بالذنوب، واستباح بذلك الدماء والأموال، وأول ما خرجوا في وقت علي رضي الله عنه، فقتلهم بالنهروان وقد ورد بشأنهم أحاديث كثيرة، تتضمن وصفهم بكثرة العبادة، حتى أن الصحابة يحقرون صلاتهم مع صلاتهم، وصيامهم مع صيامهم، وأنهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمْرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وقال لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وأكثرها في الصحيحين.
4- (القدرية) وهم المنكرون للقدر، وهو تقدير الموجودات سابقا أو المنكرون لقدرة الله على أفعال العباد، وتقدم تفصيل مذهبهم، وإبطاله في فصل القدر، وقد روى ابن ماجه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سماهم مجوس هذه الأمة، وقال إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تتبعوهم .
5- (المرجئة) وهم الذين غلبوا جانب الرجاء، فقالوا: لا يضر مع التوحيد ذنب، كما لا ينفع مع الشرك عمل؛ فأباحوا المعاصي، وخففوا على الناس ارتكابها؛ وقيل: هم القائلون بأن الأعمال ليست من الإيمان، أي أنهم أرجئوا الأعمال أي أخروها عن الإيمان.
6- (المعتزلة) أتباع عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وهم كثير لا كثرهم الله، وقد بنوا مذهبهم على خمسة أصول:
أ- العدل: وأرادوا به نفي تقدير الله المعاصي على العبد ونفي قدرته على أفعال العباد.
ب- التوحيد: وأرادوا به نفي الصفات، لأن إثباتها عندهم يلزم منه التعدد.
ب- إنفاذ الوعيد: وأرادوا به تخليد أهل الكبائر في النار تنفيذا لنصوص الوعيد.
د- المنزلة بين المنزلتين: أي أن العاصي ليس مؤمنا ولا كافرا في الدنيا، بل في منزلة بين الكفر والإيمان.
هـ- الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر: وقصدهم به الخروج على الولاة إذا أظهروا المعاصي أو الظلم. وقد أكثر العلماء من الرد عليهم، وإبطال قواعدهم وأصولهم.
7- (الكرَّامية) أتباع أبي عبد الله محمد بن كرَّام بتشديد الراء، وهو ممن يثبت الصفات، إلا أنه يغالي في الإثبات، حتى انتهى به إلى التجسيم والتشبيه.
8- (الكلَّابية) أتباع عبد الله بن سعيد بن كلَّاب بتشديد اللام، البصري عالم شهير، إلا أن له مخالفات في بعض الأصول كمسألة الكلام، والصفات، ونحوها.
9- (السالمة) نسبة إلى رجل يقال له ابن سالم ذكر عنه أنه كان يشبه الله تعالى بإنسان له جوارح وحواس.. إلخ.
10- ويلحق بهذه الفرق فرقة (الأشاعرة) ينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري وقد كان في أول عمره مبتدعا، ينفي أكثر الصفات ويقول بالكلام النفسي. ولكنه رجع إلى مذهب أهل السنة، وألف في ذلك كتابه الإبانة، وكتابه مقالات الإسلاميين- وقد انتسب إليه خلق كثير، سموا أنفسهم أشعرية، وقد انتشروا في أكئر البلاد الإسلامية، وزعموا أنهم أهل السنة، وتقلدوا مذهب الأشعري القديم، وأنكروا رجوعه، وكذبوا بنسبة تلك الكتب إليه.
وهذا التفرق في الأمة مصداق الحديث في تفرق هذه الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة.

line-bottom