جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية.
shape
الكنز الثمين
144829 مشاهدة print word pdf
line-top
الفرق بين التكلم والخبر وبين الإعلام والإخبار

وسئل -وفقه الله تعالى-
يقول شارح كتاب العقيدة الطحاوية فشهادة الله -سبحانه- لنفسه بالوحدانية والقيام بالقسط تضمنت هذه المراتب الأربع ... وذكر منها:
1- مرتبة التكلّم والخبر.
2- ومرتبة الإعلام والإخبار.
فما الفرق بين مرتبة التكلم والخبر، وبين مرتبة الإعلام والإخبار ؟ فأجاب:
التكلم معناه لغة: أن يتكلم حتى يَسْمَعَهُ غيره، بعدما يعلن بقلبه، يتكلم حتى يسمعه من حوله.
وأما الإعلام فمعناه: أن يُعْلِمَ غيره، فيقول مثلا: اعلموا أن الأمر كذا وكذا. وهذا أمر زائد على التكلم.
قد يتكلم الإنسان ولا يقول: اعلموا. فهذه مرتبة تكلّم فقط، فإذا ما أعْلَمَ غيره فإنه يتعدى بعد ذلك إلى مرتبة أشمل وأوسع وهي مرتبة الإعلام والإخبار.
فهنا تكلّم للتذكر أو للحفظ، وهنا إخبار للناس وإعلام لهم.

line-bottom