إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
144920 مشاهدة
كيفية صلاة العيدين

فيصلي بهم ركعتين، بلا أذان ولا إقامة.
يكبر في الأولى: سبعا بتكبيرة الإحرام، وفي الثانية: خمسا سوى تكبيرة القيام.
يرفع يديه مع كل تكبيرة، ويحمد الله، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- بين كل تكبيرتين.
ثم يقرأ الفاتحة وسورة، يجهر بالقراءة فيها.


قوله: (فيصلي بهم ركعتين بلا أذان ولا إقامة... إلخ):
صلاة العيدين ركعتان بلا أذان ولا إقامة فيخرجون بلا أذان لأن الوقت محدد، ولا حاجة إلى إقامة لأنهم إذا رأوا الإمام مقبلا عرفوا أنه سوف يصلي.
وقد اختصت العيد -وكذلك صلاة الاستسقاء- بأنه يفتتح الركعة الأولى بسبع تكبيرات، والثانية يفتتحها بخمس والسبع لا تحسب منها تكبيرة الإحرام، وهكذا الخمس لا تحسب منها تكبيرة القيام، يرفع يديه مع كل تكبيرة، فقد روي ذلك عن ابن عمر أي: إنه كان يرفع يديه مع كل تكبيرة في تكبيرات العيد وفي تكبيرات الجنازة، وبين التكبيرتين: يحمد الله، ويصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- ونقل أنه كان يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر، ونقل أنه كان يقول: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، وتعالى الله جبارا قديرا، وصلى الله وسلم على محمد النبي وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، وقد يكون هذا طويلا والسكتات خفيفة، لكن يقول بعضه، فيقول: الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرأ، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، فيقول المأمومين من ذلك ما تيسر بقدر سكوت الإمام بين التكبيرتين .

وتكون القراءة فيها جهرية ولو كانت في النهار فيقرأ الفاتحة ويقرأ سورة، وثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ بسورتي سبح والغاشية وثبت أيضا أنه قرأ بسورتي ق واقتربت الساعة وإن كان فيهما طول ولكنهم يتحملون ذلك، فتحمل طول هاتين السورتين يدل على أنه كان يطيل بهم ويصبرون، فالحاصل أنه يقرأ سورتين طويلتين أو متوسطتين.