شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
وسطية أهل السنة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
...............................................................................
أما توسطهم؛ توسط أهل السنة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فورد في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لعلي اسم> رسم> تهلك فيك طائفتان رسم> وقع ذلك؛ وقع أن طائفة كذبوه وكفروه، ويتقربون بسبه، ولهم بقايا الآن في عمان اسم> الإباضية، وكذلك فرق كثيرة في إفريقيا اسم> على طريقة الخوارج؛ الخوارج هم الذين يكفرونه، وقتله أحدهم وهو ابن ملجم اسم> ومدحه بعضهم، الشاعر الذي مدح ابن ملجم اسم> ويقال له عمران بن حطان اسم> يمدحه بقوله:
يا ضربـة من تقي ما أراد بهــا | إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا |
إنـي لأذكـره يوما فأحسبه | أوفى الـبرية عند الله ميزانا |
يـا ضربة من شقي ما أراد بها | إلا ليبلغ من ذي العرش كفرانا |
إني لأذكره يومـا فألعنـه | جهـرا وألعن عمـران بن حطانـا اسم> |
فالحاصل أن هؤلاء كفروه وقاتلوه، وخرجوا عليه، وخرجوا عن طاعته، وهو أيضا قاتلهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فإنه قال: رسم> أينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم متن_ح> رسم> وقال: رسم> لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد وإرم رسم> هؤلاء كفروا عليا اسم> وكذلك أيضا كفروا من معه من ذريته، ويسمون النواصب.
الطائفة الثانية: هم الذين غلوا فيه ويسمون الروافض؛ هم الذين يسمون أنفسهم شيعة علي اسم> هؤلاء غلوا فيه وادعوا فيه الألوهية؛ كان أولهم يقال له: عبد الله بن سبأ اسم> هو الذي دعاهم إلى أن يدعوا الإلهية في علي اسم> أنه هو إلههم، وقال: إذا خرج فاسجدوا له. فلما خرج عليهم سجدوا؛ فأنكر فعلهم فقالوا: أنت الله أنت الإله أنت الرب، ثم إنه دعاهم إلى التوبة فامتنعوا، وأصروا على قولهم، فحفر لهم أخاديد، ومن لم يتب منهم قذفه في النار أحرقهم، وهو يقول:
لما رأيت الأمر أمـرا منكرا | أججت ناري ودعوت قنبرا اسم> |
أشـهد أن لا إلــــه إلا | حيدرة الأنـزع البطـين |
أشهد أن لا إلــه إلا | حيدرة الأنـزع البطين |
مسألة>