لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. logo شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
70849 مشاهدة print word pdf
line-top
رؤية الله تعالى في الدنيا المتحقق منها وغير المتحقق

...............................................................................


وعلى آله وصحبه أجمعين ذكر الشيخ في هذه الوصية كلاما على بعض الأحاديث المكذوبة, وبعض الأقوال المفتراة التي يروجها المتصوفة في حق أكابرهم ومريديهم, وما يسمونهم: أبدالا وأقطابا وأوتادا, ويعتقدون فيهم الولاية -كما يقولون- ويرفعونهم حتى يفضلونهم على أنبياء الله ورسله, ويدعون أنهم يأخذون من المعين الذي يأخذ منه الملك, ويحملهم .. على أن يعبدوه, ثم يتعلقون بهم في الحياة الدنيا, فلان رأى ربه, وأنه ممن أطلعه الله على ذاته, وأنه وأن الله نزل واطلع أو تبدى لفلان من الأولياء, وما أشبه ذلك, ويقصدون بذلك أن ينخدع بهم أتباعهم حتى يعتقدوا في ساداتهم وفي أوليائهم.
وإذا أردنا .. الشريعة وجدنا أن الله تعالى احتجب في هذه الدنيا عن العباد, ومنع موسى من أن يراه في قوله: لَنْ تَرَانِي وإذا كان موسى لم تحصل له الرؤيا في الدنيا, فكيف تحصل لهؤلاء الذين يدعون أنهم أولياء؟‍‍‍‍‍ والله أعلم بحقائقهم.
وأما مسألة الرؤية فذكر الشيخ الخلاف في أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى ربه ليلة الإسراء, مع أن الراجح أنه ما رآه، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر سألت النبي -صلى الله عليه وسلم- هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه وفي حديث آخر: رأيت نورا وقد ورد أيضا في الحديث قوله -صلى الله عليه وسلم- إن الله لا ينام, ولا ينبغي له أن ينام, يخفض القسط ويرفعه, يرفع إليه عمل الليل قبل النهار, وعمل النهار قبل الليل, حجابه النور, لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه احتجب بهذا النور, ولو كشفه لأحرقت سبحات وجهه خلقه, فدل على أنه احتجب بنور, فلا يراه أحد إلا احترق.
لا شك أن هذا يفهم منه عظمة الله تعالى إلى هذا المقام، ويفهم منه أن المتصوفة الذين يدعون أن أولياءهم تكشف لهم الله, تكشف لهم, وتجلى لهم, وبرز لهم, ورأوه, يمدحونهم بذلك .. أنهم على ضلال؛ فلأجل ذلك ذكر الشيخ -رحمه الله- مسألة الرؤية لله, أما في الآخرة فإن الله تعالى يقوي عباده أهل الجنة, ويعطيهم من القوة ما يثبتون به أمام الرب تعالى إذا تجلى لهم, أمام تجلي الله تعالى لعباده, لا شك أن هذا أن أدلتهم واضحة، وأن الحكايات التي يروجونها كلها ليس لها أصل في الصحاح, ولو اشتهرت في مؤلفاتهم، وأن مبنى تلك المؤلفات على التخيلات ونحوها.
وأما رؤية الله في المنام فهذه قد تتصور, قد يتصور أن الله تعالى يرى في المنام, ولكن لا تدل على أن من رآه فإنه على تلك الصفة, وعلى تلك الكيفية, أي: لأن الله ليس كمثله شيء؛ ليس كمثله شىء, ولأنهم لا يحيطون به علما, ولكن المنام يتصور فيه صور وخيالات توهم أن هذا المرئي أنه هو الله, ونحو ذلك.
فذكر المعبرون في تفاسير الأحلام رؤية الله تعالى, ومنهم صاحب تعطير الأنام في تفسير الأحلام, أول شيء بدأ به الله تعالى في حرف الألف, وذكر من رأى أن الله رفعه, وأن الله تجلى له, وكذا وكذا, مما يدل على أن هذا شيء واقع, ولكن المتصوفة ما اقتصروا على رؤيا المنام, ورؤيا المنام قد وقعت حتى للنبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي ذكره شيخ الإسلام في قوله: رأيت ربي في أحسن صورة وذكر أنه وضع يده على صدره, قال: حتى وجدت برد أنامله هذه رؤيا منامية, ولا تدل على تمثيل, ولا تدل على أن الله على تلك الكيفية. والآن نستمع إلى كلام شيخ الإسلام.

line-bottom