اختار بعض العلماء أن وقت الختان في يوم الولادة، وقيل في اليوم السابع، فإن أخر ففي الأربعين يوما، فإن أخر فإلى سبع سنين وهو السن الذي يؤمر فيه بالصلاة، فإن من شروط الصلاة الطهارة ولا تتم إلا بالختان، فيستحب أن لا يؤخر عن وقت الاستحباب.أما وقت الوجوب فهو البلوغ والتكليف، فيجب على من لم يختتن أن يبادر إليه عند البلوغ ما لم يخف على نفسه (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
48587 مشاهدة
أول البدع خروجا

...............................................................................


وأول البدع التي خرجت: هي بدعة الخوارج الذين ورد ذكرهم في الأحاديث، وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد، أينما لقيتموهم فاقتلوهم؛ فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم، شر قتيل قتيلهم، وخير قتيل من قتلوه خرجوا في زمن علي ...
واستمروا يقاتلون المسلمين، ولا يزال كثير منهم إلى الآن في كثير من البلدان، وخرجت بعدهم بدع أخرى.
وبكل حال فإن المسلم إذا اعتنى بالسنة، ورجع إليها حفظه الله تعالى، وحفظ له عقيدته وعمله، وسلم من البدع سواء البدع التي تتعلق بالعقائد، أو التي تتعلق بالأعمال، بدع العقائد كبدعة الخوارج، وبدعة القدرية، وبدعة الرافضة، وبدعة المرجئة، وبدعة المجبرة، ونحوهم.
بدع الأعمال: كبدع أهل الموالد، وأهل الصلوات المبتدعة، وأهل الاجتماعات المبتدعة، وما أشبهها، فإذا فضلت السنة، ورجع إليها فإن المسلمين يقتصرون عليها، ويتركون ما يخالفها، ويعرفون أنه ليس هناك إلا سنة أو بدعة كما في حديث العرباض قوله: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ثم قال: وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة .
المحدثة: هي الأمور الجديدة التي تضاف إلى الشريعة وهي ليست منها، فهي مردودة على أربابها لقوله عليه السلام: من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد أي: مردود عليه؛ فعلينا أن نرجع إلى كتب السنة سواء التي أفردت في باب العقائد، أو التي جمعت العقائد، وجمعت الأحكام، وبالرجوع إليها نجد فيها كفاية ومقنعا، والحمد لله.
وفيما يأتي يواصل المؤلف ذكر بعض البدع ويحذرهم فيه، والله تعالى أعلم، ونقرأ الآن في الفقه.