الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
77259 مشاهدة print word pdf
line-top
الثابت في أحاديث نزول الله تعالى

وكذلك أيضا اعتقادهم نزول الله تعالى في بعض الأماكن؛ فالثابت أنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الله ينزل إلى سماء الدنيا في عشية عرفة، وأخبر أيضا بأنه ينزل في آخر كل ليلة إلى سماء الدنيا، وأنه يتودد إلى عباده يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ وأحاديث النزول إلى سماء الدنيا صحيحة؛ ولكن يمرها أهل السنة كما وردت ولا يقولون: إنه يخلو منه العرش، ولا يقولون: إن السماء تحصره؛ بل ينزل كيف يشاء، والذين نقلوا لنا هذا النزول لم ينقلوا لنا كيفيته؛ فنقبله كما نقل.
وكذلك النزول عشية عرفة، ورد أيضا أنه ينزل يباهي بالحجاج ملائكته فيقول: ما أراد هؤلاء؟ فيقول: أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم إلى آخره.
وأما النزول في ليلة النصف من شعبان؛ فالصحيح أنه لم يثبت فيها أحاديث صحيحة، ورد فيها أحاديث ولو صححها بعض من صححها من المتأخرين؛ سمعنا كلام شيخ الإسلام أنها فيها مقال.
الأحاديث التي في فضل ليلة النصف من شعبان؛ الأصل أنها لم يثبت فيها شيء، ولو اشتهرت في هذه الأزمنة في كثير من البلاد، ولو وجد من يفضلها على ليلة القدر، ولو وجد من يحييها ويعظمها، أو يعتقد أن فيها تنسخ الآجال، وتكتب المقادير، وتقدر الأحوال وما أشبه ذلك؛ فكل ذلك على الصحيح غير ثابت؛ ولذلك النزول في ليلتها إلى السماء الدنيا؛ فكلام شيخ الإسلام يظهر منه أنه لا يصحح هذا الحديث؛ فكيف بغيره؟
هذا ما يدور عليه هذا الموضوع، ولو في بقيته تتمة نتعرض لها إن شاء الله فيما يأتي.

line-bottom