الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
57933 مشاهدة
حفظ الله تعالى لمذهب السلف

...............................................................................


مذهب السلف ليس صعبا الوصول إليه كما نعلم؛ فإن الله تعالى وفق من حفظه. وكتب السلف محفوظة ومدونة، ووصلت إلينا محققة متحققة متيقنة؛ ليس فيها أية شك أو أية توقف.
إذاً عرفنا بذلك أن هذه الفرقة التي هي الفرقة الناجية هي خير الفرق وأفضلها. فتوفيق الله تعالى للعباد أن يكونوا على عقيدة السلف؛ عقيدة أهل السنة والجماعة، والفرقة الناجية من أكبر النعم عليهم، ويأخذ هذه العقيدة .......... ومن أقوال صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال تلامذتهم الذين أخذوا عنهم. هذه مراجع عقيدة أهل السنة والجماعة، أنها تؤخذ من هذه المراجع، وكلها محفوظة.
فالقرآن قد حفظه الله ويسر حفظه؛ في قوله: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ وفي قوله: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ والسنة قيض الله لها من يحفظها ويدونها. فأصبح في متناول الأيدي؛ طبع الكتب الصحيحة، والأحاديث الصحيحة.
وكذلك أيضا سيرة الصحابة محفوظة؛ تراجمهم ومذاهبهم، وكذلك تراجم أتباعهم، ومنهم التابعون تلاميذ الصحابة مدونة أيضا ومحفوظة ومعتنى بها؛ فليس لأحد أن يخرج عن هذه العقيدة.
الذين خرجوا عنها ليس فيهم من الصحابة أحد؛ ما ذكروا أن أحدا من الخوارج صحابي، ولا أن أحدا من المعتزلة، ولا من القدرية أنه من الصحابة؛ بل صان الله صحابة نبيه عن أن يدخلوا في شيء من هذه المحدثات، وذلك دليل على حفظ الله تعالى لهم؛ لعدالتهم ولفضلهم.