شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
رد السنة رد للرسالة
...............................................................................
لما ظهرت الخوارج كانوا يتمسكون بالقرآن فقط، وعزلوا السنة، ولم يقبلوها إلا الأوامر، والأفعال، أو العبادات الظاهرة؛ فوقعوا في بدع منكرة؛ وقعوا في هذه البدع، وكَفَّرُوا بالذنوب؛ وذلك لأنهم لم يلتفتوا إلى الأحاديث التي وردت في السنة، فكان ذلك سببا في ابتداعهم.
وكثير من الذين يَدَّعُون العلم والمعرفة يدعون أنهم لا يقبلون السنة، ولا يقبلون الأحاديث!! بل يطعنون في السنة، ويردونها، أو لا يقبلون منها إلا القليل، كالمتواتر ونحوه.
لا شك أن هذا رد للرسالة، لأن الله تعالى أرسل رسوله، وأمره بالبيان والبلاغ: رسم>




ما الذي دل على هذه الشريعة؟ الكتاب الذي بَلَّغَهُ، والسنة التي بَلَّغَهَا، والتي بَيَّنَهَا، فهذا من حيث العموم. لا يصح لأحد يقول: أشهد أن محمدا اسم> رسول الله، إلا ويَقْبَلُ سنته، ويقبل كل ما بلغه، فإذا صدقت أنه مُرْسَلٌ من ربه؛ فَصَدِّقْ برسالته وتَقَبَّلْهَا؛ اقبلها كما هي، ولا تَرُدَّ منها شيئا؛ إذا لم تقبلها؛ لم تَقْبَلِ السنة وقبلت القرآن فما صدقت في أنك شهدت له بأنه رسول الله. الرسول تُقْبَلُ رسالته كلها.
مسألة>