شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
من أسباب المروق من الدين: الغلو
...............................................................................
هذا الغلو الذي وقعوا فيه حقيقته أنه شرك بالله تعالى؛ حيث إنهم خالفوا النصوص، سمعنا الآيات التي في النهي عن الغلو قول الله تعالى في سورة النساء: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
حيث إن من فعلهم وبالأخص النصارى الغلو في عيسى اسم> وفي أمه؛ حيث قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، عيسى اسم> وأمه وروح القدس، أو الله والمسيح اسم> وأمه، فأنكر الله تعالى ذلك عليهم وحكى ذلك عنهم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
ثم إنهم لما غلوا في هؤلاء في أهل البيت في علي اسم> وفي ذريته قلدهم الجهلة فاتبعوهم، فيوجد في كثير من البلاد الإسلامية قبور قد شيدت وبني عليها ورفعت، وصار الناس يأتون إليها من أماكن بعيدة يتحرون الصلاة عندها، ويتحرون الدعاء عندها، ويدعون أنها إذا دعوا عندها شفعت في دعائهم ورفع، وأن الصلاة عندها أفضل من الصلاة في المساجد فوقعوا في الشرك، في العراق اسم> وفي اليمن اسم> وفي الشام اسم> وفي مصر اسم> وفي إفريقيا اسم> وفي الهند اسم> وفي السند اسم> وفي غالب البلاد الإسلامية.
وحتى في هذه البلاد حتى طهرها الله تعالى في عهد الشيخ محمد بن عبد الوهاب اسم> رحمه الله، جاءهم الشيطان في بلد يقال لها: العيينة اسم> وقال: إن هذا قبر زيد بن الخطاب اسم> فبنوا عليه بنايات وصاروا يعبدونه ويطوفون به، وكذلك في مكان آخر جاءهم الشيطان وقال: هذا قبر السيد الذي يسمونه تاج اسم> وآخر اسمه شمسان اسم> وآخر اسمه يوسف اسم> وأشباههم.
فالحاصل أن هذا النوع من الغلو يعتبر شركا وكفرا يحبط الأعمال، فلما أن الذين اشتهروا به أولا هم الرافضة وفعلوا ما فعلوا مما يخالف عقيدة المسلمين كفرهم المسلمون وقاتلوهم، وبالأخص ملوك في مصر اسم> يسمون أنفسهم الفواطم، أنهم من ذرية فاطمة اسم> وهم كذبة، يعرفون ببني عبيد القداح، ولما أنهم ظهرت مخالفاتهم وظهر شركهم وغلوا في الصالحين وغلوا في الأولياء أو من يسمونهم أولياء من الصوفية ونحوهم عند ذلك قاتلهم أهل السنة، وانتزعوا الملك منهم، وقضوا عليهم حتى تفرقوا، ولم يزل أهل السنة يحذرون من الرافضة، ويبينون عداءهم للإسلام وللمسلمين.
فالحاصل أن هذا نوع من أسباب التفرق؛ من أسباب الكفر وهو الغلو في الصالحين، وقد حذر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي سمعنا وفي حديث عن ابن عباس اسم> لما ركب النبي صلى الله عليه وسلم ناقته في مزدلفة اسم> وأراد التوجه إلى منى اسم> أمر ابن عباس اسم> أن يناوله سبع حصيات ليرمي بها جمرة العقبة، فناوله سبع حصيات مثل حصى الخذف، الحصى الذي يخذف به بين الأصابع، فجعل ينثرهن بيده ويقول: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
فإذا كان الغلو يدخل حتى في رمي الجمرات، فبطريق الأولى أن يكون مذموما الغلو في العباد، بأن يعتقد أن صاحب هذا القبر ينفع، أو أنه يقبل النذر، أو أنه يفيد من دعاه، أو أنه يملك ما لا يملك العباد، ويؤدي بهم هذا الاعتقاد إلى أن يعكفوا حوله، وأن يتبركوا بتربته، وأن يسافروا لأجله، وأن يتمسحوا به، وأن يهتفوا باسمه، فكيف لا يكون هذا غلوا؟! بل هو مثل غلو النصارى في قولهم: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
مسألة>