شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
اهتمام علماء السلف بالتدوين في العقيدة
...............................................................................
لا شك أنه وجد بدعا، ولكن تلك البدع وجد من يقاومها، ووجدت أحاديث مكذوبة، ولكن وجد من ينقحها، ومن ينقي السنة، ووفق الله تعالى صدر هذه الأمة بأن كتبوا في سائر العلوم، فيما يتعلق بالعقيدة، وفيما يتعلق بالأحكام، وفيما يتعلق بالآداب فوفقهم الله تعالى وسددهم.
فمثلا: البخاري اسم> جعل في أول كتابه كتاب الإيمان، وهو من باب العقيدة، وفي آخره كتاب التوحيد، وهو من العقيدة. ومسلم اسم> أول كتابه الإيمان، سرد فيه ما يتعلق بالعقيدة، والترمذي اسم> جعل في كتابه كتاب الإيمان، وهو ما يتعلق بالعقيدة، وأبو داود اسم> جعل كتاب السنة وهو يتعلق بالعقيدة، وابن ماجه اسم> كذلك جعل في كتابه في أوله مقدمة تتعلق بالعقيدة، والدارمي اسم> في سننه كذلك أول سننه تتعلق بالعقيدة.
وأفرد بعضهم العقيدة كعثمان الدارمي اسم> له كتاب الرد على الجهمية، وكتاب الرد على المريسي اسم> والخلال اسم> له كتاب السنة، يتعلق بأهل السنة، ويتعلق بما ورد حولها، وكذلك عبد الله ابن الإمام أحمد اسم> له كتاب في السنة، وأبوه له أيضا رسائل تتعلق بالعقيدة، وكذلك ابن أبي شيبة اسم> له كتاب يتعلق بالإيمان رسالة، وابن خزيمة اسم> له كتاب التوحيد، ويتعلق بالأسماء وبالصفات وبالعقيدة، والآجري اسم> له كتاب الشريعة، ويتعلق بالعقيدة، واللالكائي اسم> له اعتقاد أهل السنة، واختصره بعض المتأخرين وسماه: كاشف الغمة في اعتقاد أهل السنة، وابن بطة اسم> له كتاب الإبانة في السنة أيضا، والأشعري اسم> له كتاب الإبانة فيما يتعلق بالسنة.
لا شك أن هؤلاء اعتنوا بالسنة، واهتموا ببيانها، وما ذاك إلا أنهم أدركوا كثرة الانحرافات وكثرة المبتدعة؛ فخافوا أن تتمكن هذه البدع، فعملوا على تدوين السنة في هذه المؤلفات وفي غيرها؛ فحفظ الله تعالى هذه الكتب فطبعت والحمد لله، وانتشرت، وحصل بها الرد على المبتدعة.
مسألة>