الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الثاني)
الاستشفاء بثياب الصالحين
س 58- ما معنى قول أسماء بنت أبي بكر اسم> -رضي الله عنها- هذه جبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى يُستشفى بها: وهل يجوز الاستشفاء بثياب الصالحين رأس> ؟
سؤال>
جـ- لا يجوز التبرك بالصالحين مطلقا، أي بلباسهم ولا بعرقهم ولا بشعرهم، ونحو ذلك. فأما النبي -صلى الله عليه وسلم- فهو مخصوص بأن الله -تعالى- قد جعل فيه البركة فيما مسه، فقد كان إذا غمس يده الشريفة في الماء نبع الماء من بين أصابعه كالعيون، ولما تفل في العجين والبرمة عند جابر اسم> -رضي الله عنه- بارك الله في اللحم والعجين، حتى أكل منه أهل الخندق اسم> كلهم فعلى هذا يجوز الاستشفاء والتبرك بما مسه، كما في هذه الجبة التي كانت عند أسماء اسم> -رضي الله عنها- حيث كانوا يغسلونها للمرضى.
وفي حديث صلح الحديبية اسم> أن الصحابة كانوا إذا انتخم نخامة تقع على يد أحدهم، فيمسح بها جلده وجسده، وإذا توضأ كادوا أن يقتتلوا على وضوئه يلتقفون ما يتقاطر من أعضائه، فمن ناضح ونائل. ولما حلق شعره في الحج أعطاه أبا طلحة اسم> وفرقه بين الناس، ثم إنهم لم يفعلوا ذلك مع أبي بكر اسم> ولا مع عمر اسم> ولا مع فاطمة بنت محمد اسم> ولا مع عائشة اسم> ولا مع على اسم> -رضي الله عنهم- ولا مع علماء الصالحين من الصحابة أو من بعدهم؛ وذلك لأن التبرك بهم فيه اعتقاد أن لهم خصوصية بركة أو قربة أو نحو ذلك.
وقد يؤدي إلى تعظيمهم وعبادتهم من دون الله، وهو من الشرك الذي لا يغفره الله تعالى، كما لا يجوز التبرك بالمنبر النبوي اسم> ولا بجدران الحجرة النبوية اسم> فكل ذلك محدث بعده -صلى الله عليه وسلم- كما لا يجوز التمسح بمقام إبراهيم اسم> اسم> وهو الزجاج المعمول حوله، ولا بجدار حجر إسماعيل اسم> اسم> ولا بكسوة البيت، وإنما يشرع تقبيل الحجر الأسود اسم> عند القدرة عليه مع اعتقاد أنه حجر لا يضر ولا ينفع، وإنما يستلم من باب الاتباع لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- والله أعلم.
مسألة>
كتب ذات صله
جميع الحقوق محفوظة © مؤسسة الشيخ عبدالله الجبرين الخيرية 1443هـ -2022م
اي شئ منشور في المواقع الأخرى وغير منشور في الموقع الرسمي للشيخ لايعتمد عليه ولاتصح نسبته للشيخ مالم يتم الإشارة إلى مصدره في الموقع الرسمي.