إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
الفتاوى الشرعية في المسائل الطبية (الجزء الثاني)
176013 مشاهدة
حكم صيام المريض الذي أدخل الماء في دبره؟

س 228- امرأة تعاني من صعوبة في إخراج الفضلات نظرا لوجود جفاف في بطنها، وعند قضاء الحاجة تقوم بوضع طرف الخرطوم في فتحة الشرج وتقوم بفتح الماء حتى تتعبأ الأمعاء، وبعدها تقوم بإخراج الماء وتنزل معه الفضلات (الغائط) -أكرمكم الله- وكان ذلك العمل في شهر رمضان عدة أيام، هل عليها قضاء تلك الأيام التي عملت فيها هذه الفعلة؟ أفتونا مأجورين.
جـ- ذكر العلماء أن من أدخل شيئا من الطعام أو الشراب ونحوه إلى جوفه من أي موضع كان غير الإحليل فقد أفطر ولا شك أن إدخال الماء مع الدبر إلى الأمعاء ينطبق عليه أنه وصل إلى الجوف، فعلى هذا يلزمها قضاء تلك الأيام التي عملت فيها هذا العمل ولو كان القصد تسهيل خروج الرجيع، فإن في الإمكان تأخير ذلك إلى الليل أو الصبر على الصعوبة، مع أن في الإمكان علاج هذا الجفاف بما يخففه، والله أعلم.