إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.       إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) اشترط كثير من العلماء أن يكون التيمم بتراب له غبار يعلق باليد، ومنعوا التيمم بالرمل ونحوه مما لا غبار له، وألزموا المسافر أن يحمل معه التراب إذا سافر في أرض رملية، ولعل الصحيح جواز التيمم بالرمل؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: "جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" متفق عليه.
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
79588 مشاهدة print word pdf
line-top
الإيمان بعلو الله تعالى وبقربه

...............................................................................


كذلك أيضا ذكر مذهب أهل السنة والجماعة, وسلف الأمة, مذهبهم: الإيمان بأن الله تعالى فوق عباده, وأنه هو العلي الأعلى, وأنه على العرش استوى, وعلى الملك احتوى, يؤمنون بذلك, ويستدلون بالأدلة الصريحة, آيات الاستواء التي ذكر الله أنه استوى على العرش, وكذلك آيات العلو التي ذكر الله أنه هو العلي, و هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وآيات الرفع وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وآيات العروج تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ والعروج يكون إلى فوق, وآيات الفوقية يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ يؤمن أهل السنة ورجال سلف الأمة بأن الله تعالى فوق عباده، ويؤمنون بأنهم عبيد ملكه, وأنه يعلم أحوالهم, ويطلع عليهم, ولا يخفى عليه شيء من أحوالهم, فهو بهم عليم, عليم بأحوالهم, لا يخفى عليه منهم خافية.
كذلك لا شك أن الذي يعتقد هذا مذهب السلف يعرف بعد منهج هؤلاء الصوفية ونحوهم, مذهب السلف الذي هو: الإيمان بعلو الله تعالى وبقربه ومعيته, دليله النصوص التي ذكرت والأدلة، وأما هؤلاء فإنهم إما أن يعتمدوا على هذه الأنواع, وإما أن الشيطان يتلبس بأحدهم, ويقول له: أنا الله, وإما أن قلوبهم تتخيل أن هذا الشخص الذي تراه أنه هو الله, وما أشبه ذلك، وكل ذلك من تخييل الشيطان.
وصل بهم الأمر إلى أن ادعوا أن الله تعالى حل في كل شيء, ويسمون أهل الحلول وأهل الاتحاد, ويدعون أن الله حال في كل الخلق حتى في الحشرات, وحتى في السباع, وفي الكلاب, وفي الخنازير, وما أشبهه, ويدعون أن الله .......

line-bottom