تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك. logo عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة
shape
شرح الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية
68230 مشاهدة print word pdf
line-top
سبب كتابة شيخ الإسلام ابن تيمية للوصية الكبرى

...............................................................................


كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كثيرا ما يتعاهد تلامذته بالنصائح، وبالوصايا من كتابات أو تذكير أو إرشادات أو نحوها.
ولما كان في مصر إنه ذهب إلى مصر في سنة سبعمائة وخمس، وبقي إلى سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، في هذه المدة التقى بهؤلاء التلاميذ الذين هم أتباع عدي بن مسافر وخاف عليهم من أن يركنوا إلى المبتدعة وإلى المتصوفة، وأن يقع فيهم الغلو في إمامهم عدي كما وقع الغلو في غيره من الصوفية؛ فكتب إليهم هذه الوصية وضمنها ملخص العقيدة، ولو كان قد بسط فيها بعض الأدلة، ولكنه أوضح الأدلة التي بسطها بما ذكره من الآيات والأحاديث، وذكر العقيدة مجملة، يعني نوع إجمال، وإن كان فيها شيء من التفصيل بالنسبة إلى غيرها من العقائد.
فالحاصل أن هذه الوصية التي سميت بالوصية الكبرى أنها من جملة نصائحه التي كتبها لبعض من أشفق عليهم من الانحراف ومن الغلو، وقد وقع الغلو في كثير من هؤلاء المتبوعين، ولا يزال إلى الآن المتصوفة يبالغون ويغلون في كثيرمن ساداتهم، ويصرون على ذلك السيد الذي غلوا فيه، مثل: التيجانية فإنهم غلوا في سيدهم الذي يقال له التيجاني والنقشبندية غلوا أيضا في متبوع لهم يقال له النقشبندي والرفاعية غلوا في الرفاعي وكذلك القادرية أو الجيلانية غلوا في الجيلاني عبد القادر ورفعوه إلى أن جعلوه إلها، أو متصرفا في الكون؛ فخشي على هؤلاء -الذين هم تلامذة وأتباع لهذا العالم الذي هو عدي بن مسافر وبين ما يجب أن يكونوا عليه، يعني: الواجب عليكم -وأنتم تفتخرون بأنكم أتباعه- أن ترجعوا إلى الأصلين، والدليلين الثابتين وهما الكتاب والسنة.
وأكد في الاستدلال بالكتاب والسنة، وذكر عقيدة السلف، وأنها متوسطة بين طرفين بين طرفي إفراط وتفريط، وبين طرفي غلو وتقصير، وخير الأمور أوساطها.
ثم ذكر في هذه الوصية كما ذكر أيضا في العقيدة الواسطية: أن أهل السنة وسط في فرق الأمة، كما أن الأمة وسط في الأمم قبلها لا غلو ولا جفاء، فإذا توسطوا وعرفوا ما هم مخاطبون به، وما هم مأمرون به، واتبعوا الدليل فهم على سبيل النجاة.
هذا هو مضمون هذه الوصية التي تعرض فيها لبعض الأسماء والصفات، وتعرض فيها للقرآن وما قيل فيه، وللبعث والنشور والجزاء على الأعمال، واليوم الآخر وما يلزم الإيمان به، وللقضاء والقدر، ولأسماء الإيمان والدين، وما أشبه ذلك مما تعرض له، ومما مر بنا بعضه، وسوف يأتينا -إن شاء الله- ما يتعلق بباقيه. نستمع الآن إلى كلام شيخ الإسلام.

line-bottom