إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه. logo إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
59029 مشاهدة print word pdf
line-top
17- تزوجت ولم أكن أصلي وأصوم

المشكلة:
تزوجت منذ خمس وعشرين سنة، وأنجبت ستة أولاد، والحقيقة أنه لا يوجد أي انسجام بيني وبين زوجتي، علمًا بأنها جميلة جدًّا، كذلك لا يوجد انسجام أيضًا بين الأولاد؛ علمًا بأن هناك فرقًا بين أعمارهم لا يقل عن أربع سنوات. وفي يوم من الأيام وأنا أسمع برنامج فتاوى سمعت أن من تزوج وهو لا يصلي ولا يصوم زواجه غير صحيح وأنه مثل الزنا، فتوقفت عند هذا ورجعت إلى نفسي، وهو أني لما تزوجت لم أكن أصلي ولا أصوم، ومكثت لأكثر من خمس سنوات على ذلك، ولكن في قرارة نفسي لم أكن كافرًا، وتركي للصلاة كان لعدم اقتناعي بأنها ضرورية، وكذلك الصيام، وأعود لما سمعته في الفتوى وأقول: هل معنى ما ذكرته من عدم الانسجام ناتج عن أن زواجي غير صحيح؟ وإذا كان كذلك، ماذا أفعل؟
الحل:
عليك أولا أن تتوب عن ترك الصلاة والصوم وتحافظ على العبادات وفرائض الإسلام، وعليك أيضًا أن تبادر إلى تجديد العقد فتحضر عند والدها أو أخيها الذي هو ولي العقد ومعك شاهدان عدلان وتطلب منه أن يقول: قد زوجتك ابنتي أو أختي فلانة، وتقول أنت: قد قبلتها، وتُشهد شاهدين على هذا الإيجاب والقبول بدون مأذون وكتابة عقد، فلعل هذا التجديد يزيل ما يقع من سوء العشرة ويحصل بعده الانسجام وتمام الألفة والعشرة الطيبة ولين الجانب والتخلق بالفضائل، والبعد عن الرذائل، والتماس الحب والوئام، والتزام أداء الواجبات الشرعية من الزوجين، والحرص على تربية الأولاد على العبادات والصلوات والطاعات، وإبعادهم عن المحرمات وعن المسكرات والمخدرات وسماع الأغاني والملاهي والدخان والصور الفاتنة ونحو ذلك، وتدريبهم على محبة الخير وسماع القرآن وتعلم العلم النافع والعمل الصالح، والإكثار من الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة، فلعل ذلك يغير الحال التي أنتم عليها، والله أعلم.

line-bottom