اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) .    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية.
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
49546 مشاهدة
17- تزوجت ولم أكن أصلي وأصوم

المشكلة:
تزوجت منذ خمس وعشرين سنة، وأنجبت ستة أولاد، والحقيقة أنه لا يوجد أي انسجام بيني وبين زوجتي، علمًا بأنها جميلة جدًّا، كذلك لا يوجد انسجام أيضًا بين الأولاد؛ علمًا بأن هناك فرقًا بين أعمارهم لا يقل عن أربع سنوات. وفي يوم من الأيام وأنا أسمع برنامج فتاوى سمعت أن من تزوج وهو لا يصلي ولا يصوم زواجه غير صحيح وأنه مثل الزنا، فتوقفت عند هذا ورجعت إلى نفسي، وهو أني لما تزوجت لم أكن أصلي ولا أصوم، ومكثت لأكثر من خمس سنوات على ذلك، ولكن في قرارة نفسي لم أكن كافرًا، وتركي للصلاة كان لعدم اقتناعي بأنها ضرورية، وكذلك الصيام، وأعود لما سمعته في الفتوى وأقول: هل معنى ما ذكرته من عدم الانسجام ناتج عن أن زواجي غير صحيح؟ وإذا كان كذلك، ماذا أفعل؟
الحل:
عليك أولا أن تتوب عن ترك الصلاة والصوم وتحافظ على العبادات وفرائض الإسلام، وعليك أيضًا أن تبادر إلى تجديد العقد فتحضر عند والدها أو أخيها الذي هو ولي العقد ومعك شاهدان عدلان وتطلب منه أن يقول: قد زوجتك ابنتي أو أختي فلانة، وتقول أنت: قد قبلتها، وتُشهد شاهدين على هذا الإيجاب والقبول بدون مأذون وكتابة عقد، فلعل هذا التجديد يزيل ما يقع من سوء العشرة ويحصل بعده الانسجام وتمام الألفة والعشرة الطيبة ولين الجانب والتخلق بالفضائل، والبعد عن الرذائل، والتماس الحب والوئام، والتزام أداء الواجبات الشرعية من الزوجين، والحرص على تربية الأولاد على العبادات والصلوات والطاعات، وإبعادهم عن المحرمات وعن المسكرات والمخدرات وسماع الأغاني والملاهي والدخان والصور الفاتنة ونحو ذلك، وتدريبهم على محبة الخير وسماع القرآن وتعلم العلم النافع والعمل الصالح، والإكثار من الدعاء لهم بالصلاح والاستقامة، فلعل ذلك يغير الحال التي أنتم عليها، والله أعلم.