إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره.
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
43303 مشاهدة
67- أمارس هواية المراسلات

المشكلة:
أنا شاب أبلغ من العمر 30 عامًا وأعمل مدرسًا للغة الإنجليزية، وأثناء فترة الدراسة الثانوية كنت أمارس هواية المراسلة، فكنت أراسل الفتيات من جميع أنحاء العالم، ومع مشاغل الحياة والدراسة تركت هذه الهواية، ولم أستمر في المراسلة إلا مع فتاة فرنسية من مدينة نيس بدأنا نتقرب من بعضنا البعض.
وفي السنوات القليلة الماضية، ومع تعاظم الهجوم الإعلامي على دين الإسلام وتناهي تيار البغض ضد الإسلام بدأت هذه الفتاة تسألني عن الإسلام كشريعة وعقيدة، فكنت أكتب إليها مقتطفات من بعض الموضوعات الدينية على حسب ما يوفقني فيه الله؛ لأنني لا أملك أي كتب عن الإسلام بأي لغة، وإنما كنت أستقي معلومات من مجلة الأزهر التي تصدر في القاهرة وبدأت هذه الفتاة تتقرب مني أكثر من خلال كلامي وكتاباتي عن الإسلام حتى طلبت مني ذات مرة أن تزورنا في مصر لتتعرف على حياة المسلمين بصورة واقعية، وإنني حقيقة أفكر في الزواج من هذه الفتاة.
فضيلة الشيخ: نرجو تعليقكم على هذه الرسالة وبيان حكم مثل هذه المراسلات مع الفتيات وأيضًا حكم الزواج من غير المسلمات وجزاكم الله خيرًا ونفع بكم المسلمين.

الحل:
لا شك أن هذه المراسلة لا تجوز إذا اشتملت على غزل وكلام يتعلق بالعورات والمواعيد المحرمة، فإن كانت تشتمل على نشر فضائل الإسلام وبث تعاليمه وذكر محاسنه سيما لمن يجهل حال المسلمين وعقيدتهم فلا مانع من ذلك، بل فيه أجر كبير إذا رجي الإسلام.
ثم إن هذه الفتاة الفرنسية إذا ظهر منها محبة الإسلام والرغبة الشديدة في اعتناقه جاز الزواج منها ولو كانت كتابية؛ رجاء دخولها في الإسلام. والله أعلم.