جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. الدين الذي في ذمة من هو قادر على الوفاء يزكى؛ لأنه بمنزلة الأمانة عنده، ويقدر صاحبه أن يأخذه ويتحصل عليه متى طلبه، وأما الدين الذي عند معسر أو مماطل ولو كان غنيا، فإن صاحبه لا يقدر على الحصول عليه، ولو طالبه قد يدعي الإعسار والفقر، فمثل هذا المال كالمعدوم، فلا زكاة عليه إلا إذا قبضه شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
70140 مشاهدة print word pdf
line-top
25- زوجتي تطلب مني إحضار التلفاز

المشكلة:
زوجتي تسلطت علي وطلبت مني أن أحضر التلفاز ولكني رفضت، وهي مُلِحَّة وتقول: إنها لن تشغله على حرام؛ كالأغاني والمسلسلات، وتقول سوف تشغله على المباح الحلال، أما الحرام فلا، وتقول سوف تشتريه من مالها الخاص، واحتجَّتْ عليَّ أني -تعني زوجها- كثير الخروج من المنزل وكثير الذهاب للدعوة مع الدعاة، وهي لا تقرأ ولا تكتب، وليس عندها إلا طفلان؛ ولد عمره أربع سنوات، وبنت عمرها سنة واحدة، فهل أسمح لها أن تُدخل التلفاز أم لا، إذا كانت الحال على ما سمعت؟
الحل:
ننصحك بعدم اقتناء آلات اللهو وآلات الأغاني ولو كان فيها شيء من المباح والنافع؛ فإن شرها وضررها أكبر من نفعها، ومن اقتناها فقد يتحفظ بعض الوقت ثم يتساهل، وقد تغلبه نفسه أحيانًا فيقع في المحظور أو يقرب منه، فكثيرًا ما يتحفظ المقتني في أول الوقت ثم يقع التهاون والتوسع؛ فأنت عليك الامتناع قدر المستطاع، فإن غلبك الأمر وعجزت عن الإقناع لها جاز لك الإذن في الاقتناء لجهاز التلفاز، مع الاشتراط والمراقبة والتشدد، فمتى رأيت أو علمت تساهلًا فلك إخراجه وإتلافه حفاظًا على الشرف وغيرة على المحارم، والله الحافظ.

line-bottom