إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير تفكروا في آيات الله وكيف بسط الله عز وجل الأرض، وجعل فيها الجبال والوهاد والأودية، والمنخفضات والمرتفعات والرمال والأبطحة، والمعادن التي في جوفها والمياه، وما شابه ذلك.فلو أن الإنسان أخذ يتدبر في هذه المخلوقات وأخذ يكرر ذلك لحفظ وقته من الضياع، وازداد يقينا وقوي إيمانه، ولم تتطرق إلى عقله الشكوك والتخيلات الشيطانية. إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
43699 مشاهدة
63- أتوب من المعاصي ثم أعود وهكذا

المشكلة:
إنني كثيرًا من المرات أطلب التوبة من الله تعالى، وأندم عندما أترك الصلاة والعبادة وأظل فترة أؤدي الفروض، ولكن بعد فترة المواظبة أجد الكثير من الملهيات التي لا أستطيع مقاومتها تبعدني عن أداء الصلاة، فأنقطع عن الصلاة فترة ثم أعود إلى التوبة، وهذا يحدث معي لأكثر من مرة، ودائمًا أؤنب نفسي على ذلك كثيرًا، وأثناء انقطاعي، في داخلي شيء يحركني إلى طاعة الله وأتصدق على الفقراء وأفعل الخير في أكثر من موضع، ولكن ملهيات هذه الحياة تجعلني أتكاسل عن أداء الصلوات وأنا الآن مواظب على الصلاة في شهر رمضان، فماذا علي أن أفعل؛ لأنني أخاف أن يختم الله على قلبي ولا أستطيع التوبة أو الرجوع من غفلتي؟
الحل:
ننصحك أن تصدق التوبة وأن تستمر فيها، ولا تكن مثل توبة الكذابين، فإن التوبة يشترط فيها الندم على ما فات والعزم على ألا يعود، وترك الذنوب التي يريد أن يتوب منها، فعليه أن يترك الملاهي ويتجنب المغريات التي تمنعه من المحافظة على الصلاة، وأن يبعد عن رفقاء السوء وأهل المنكرات والكسالى، وأن يعاهد ربه أن لا يترك الصلاة بقية حياته، وأن يُكثِر من النوافل والعبادات والأذكار والقراءة والدعاء؛ رجاءَ أن يعينه الله على الصدق في التوبة والاستمرار فيها، والله يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات. والله أعلم.