اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . logo لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
59077 مشاهدة print word pdf
line-top
23- زوجي يطلب مني كلمات الحب والغرام وأنا لا أستطيع

المشكلة:
أنا فتاة أبلغ من العمر التاسعة والعشرين، تم عقد قراني قبل خمسة أشهر ولم يتم الزفاف بعدُ، لكني أتحدث مع زوجي عبر الهاتف، وهو يأتي لزيارتي أسبوعيًّا، وأنا متدينة والحمد لله وأحافظ على الصلوات، وأيضًا أنا خجولة جدًّا، وزوجي يريد مني أن أُسْمِعَهُ كلام الحب والغرام ويضايقه جدًّا أني لا أعبر له عن حبي، ونبهني إلى ذلك كثيرًا، وأما أنا فبالرغم من رغبتي الشديدة في أن أعبر له عن حبي الكبير له إلا أنني لا أستطيع. ولقد عبرت له عن ذلك من خلال الكتابة على الورق، وأنا الآن أخاف أن يتركني ويمل مني، فنحن لا نزال في بداية حياتنا، وأنا في حيرة شديدة وقلق كبير، فأنا أحبه جدًّا ولا يمكنني الاستغناء عنه. أرجوكم دلوني ماذا أفعل؟
الحل:
بعد أن تم عقد القران فإنه يحل لك النظر إلى الزوج، وكذا الخلوة والمحادثة وتبادل الود وأسباب إثبات المحبة، والتنزل على رغبته فيما أحل الله، مع الحرص على الإسراع في تعجيل الزفاف حتى تتم اللذة في الحياة، وتثبت الزوجية وتستمر -إن شاء الله- بقية الحياة؛ حيث لا غنى لأحد الزوجين عن الآخر عادة، فلا بأس في التعبير له عن المودة والمحبة والرغبة في بقاء الزواج سواء عبر الهاتف أو بالمكاتبة أو بالمقابلة لوجود المبيح لذلك وهو ثبوت الزواج بالعقد الصحيح الذي يحصل به التوارث، ويثبت به المهر، وتجب به النفقة إذا بذلت المرأة نفسها وطلبت منه أخذها ولم يكن عذر يمنع من ذلك، والله الموفق.

line-bottom