عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم.
shape
الحلول الشرعية للخلافات والمشكلات الزوجية والأسرية
62058 مشاهدة print word pdf
line-top
35- زوجي كثير الشك فيَّ

المشكلة:
زوجي -هداه الله- كثير الشك؛ لدرجة أنه إذا دق جرس التليفون ثم رفع السماعة ولم يتكلم المتصل أخذ يثير حولي عددًا من الشكوك، رغم أني -والله يشهد- لا علم لي بهذا المتصل، بل إنه قد يحدث معي، فَلَكَمْ رفعتُ السماعة ولم يتحدث المتصل، وقد أخبرته بذلك لكنه لم يقتنع، فكيف أصنع معه؟ فإني أخشى على حياتنا الزوجية من الانهيار؟ سدد الله خطاكم ودمتم.
الحل:
لا يجوز سوء الظن بالزوجة متى ظهر منها الصدق والصلاة والاستقامة والتدين، وعرف بعدها عن الشبهات والشهوات المحرمة، وقد وفقها ربها بزوج صالح يعفها وتقصر عليه بصرها، فإن الأصل هو الصدق والبيان المطابق للواقع، ولو كان هناك الكثير من الفساق الذين يحاولون إفساد ما بين الزوجين والتفريق بينهما، أو الفسقة الذين يتصلون ببعض المنازل المجهولة، فمتى كان المتحدث امرأة تمادوا في الكلام معها، وامتد القول إلى التعريض بالمقابلة واللقاء الذي يكون على منكر، ولكن المرأة الصالحة متى اتصل بها أحد من هذا الضرب زجرته وشتمته فيقطع المكالمة ولا يعود، وهذا هو الغالب على نساء المؤمنين.
فمتى عرف الرجل من زوجته بُعدها عن الشبهات وخوفها من ربها، وحرصها على أداء حقوق زوجها، وحفظ زوجها في بيته وفراشه، فلا يجوز له اتهامها بما هي بريئة منه، والله أعلم.

line-bottom