إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا logo إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . الإسلام خير الأديان نظافة وآدابا، ولم يترك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأتباعه أمرا إلا بينه لهم، حتى آداب قضاء الحاجة وما يتعلق بها من التباعد عن النجاسات ونحو ذلك
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
107675 مشاهدة print word pdf
line-top
طلب المغفرة والرضا من الله

.......................................
ومن مسـاوي عملـي أستغفــره
يعني أعترف بأن عندي سيئات، وأن عندي خطايا؛ فأستغفره من خطاياي، ومن سيئات أعمالي، وَرَدَ هذا أيضا في خطبة الحاجة: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره يعني: نطلب منه المغفرة، من مساوي عملي أستغفره، (الاستغفار): طلب الغفر الذي هو: ستر الشيء وإخفاؤه، ومنه سمي المغفر، وما هو المغفر؟ المجن الذي يلبس على الرأس ليقي وقع السلاح، ويسمى التُّرس، ويسمى الخوذة، يفصل على قدر الرأس، ويسمى المغفر، فلذلك قال: أستغفره يعني أطلبه الغَفر الذي هو ستر الذنوب، وإزالة أثرها.
وأستعينـه على نيـل الرضـــا
وأستمـد لطفــه فيمـا قضــى
(الاستعانة): طلب العون على الشيء الذي قد يعجز عنه، والله تعالى أمرنا بأن نستعين به في قوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وفي قوله تعالى: وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ (الاستعانة): طلب العون على الشيء الذي يشق فعله، ويحتاج إلى من يساعد في فعله، ومن يعين عليه، الله تعالى هو الذي يعين من استعانه يعني يقويه.
والرضا يعني: العمل الذي يرضى به الله تعالى عن العباد، وكيف ينال ذلك العمل؛ يعني يقدر عليه العبد ويفعله ليكون بذلك ممن رضي الله عنه، ( أستعينه على نيل الرضا )؛ يعني أطلب منه العون حتى يعينني على الأسباب التي يكون بها عني راضيا.
الرضا من الله تعالى صفة من صفاته وصف نفسه بأنه يرضى في قوله: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ إذا رضي الله تعالى فإنه يبارك للعبد في عمله، جاء في حديث قدسي أن الله تعالى يقول: إذا أُطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية .
(والاستمداد): هو الطلب والاستجداء، أستمده يعني أطلب منه أن يمدني أن يعطيني، واللطف من الله تعالى أيضا: هو العفو عن العبد، وإمداده بالخير، واللطف به يعني الرفق به ورحمته؛ ( أن يلطف بي فيما قضى )، جاء في أثر عن بعض الصحابة: اللهم إني لا أسألك تغيير القدر ولكن أسألك اللطف فيه، القدر مقدر لا .. ولا يغير ولكن الله تعالى يلطف بعباده فيما قدره عليهم.

line-bottom