شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه
صلى عليــه ربنــا ومجــدا | والآل والصحــب دوامــا سرمــدا |
فلما ذكر الله تعالى أن الملائكة قالوا: رسم> رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ قرآن> رسم> أخذ من هذه الآية أن الله صلى على آل إبراهيم بقوله: رسم> رَحْمَةُ اللَّهِ قرآن> رسم> وَبارَكَ على آل إبراهيم في قوله: رسم> وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ قرآن> رسم> فهذه رحمته التي هي صلاة، وبركته التي في قوله: رسم> وَبَرَكَاتُهُ قرآن> رسم> ؛ مع أن ذلك أيضا جاء في أول التشهد ولكن بلفظ السلام: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.
ولكن جاء في أثر رواه البخاري اسم> عن أبي العالية اسم> قال: صلاة الله على عبده ثناؤه عليه في الملأ الأعلى، فهذا عن صلاته، والأصل أن الصلاة هي الدعاء كما تعرفون، في قوله تعالى: رسم> وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ قرآن> رسم> أي: ادع لهم؛ ومع ذلك كان -عليه الصلاة والسلام- إذا جاءه أحد بصدقته يقول: اللهم صل على آل فلان، يقول ابن أبي أوفى اسم> رسم> فجاءه أبي بصدقته فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى متن_ح> رسم> فالمراد: ارحمهم واغفر لهم.
فالصلاة في الأصل هي الدعاء، ولكن استعملت خاصة في الصلوات الخمس؛ لأنها مشتملة على الدعاء، ثم استعملت في الصلاة على الأنبياء وغيرهم، يجوز الصلاة على غير النبي، ولكن لا تتخذ عادة .
صلـى عليه ربـنا ومجـدا | ......................... |
...................................... | والآل والصـحــب دوامــا سرمــدا |
وذهب آخرون إلى أن آله هم أتباعه على دينه، وأن جميع أمته الذين تمسكوا بشريعته فإنهم من آله، ونظم ذلك بعضهم في بيتين تجدونهما في أول نيل الأوطار للشوكاني اسم> يقول:
آل النبـي هــمُ أتبــاع مـلتــه | مَـن كان مِن عجـم منهم ومن عـرب |
لو لـم يـكـن آلــه إلا قرابتــه | صلـى المصلـي على الطـاغي أبي لهب اسم> |
وأما الصحب فهم الذين صحبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- في حياته؛ يعني آمنوا به في حياته وجالسوه ورأوه، كل من رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به مصدقا فإنه من الصحابة، يقول: (دواما سرمدا)؛ يعني صلاة وسلاما دائمين لا ينقطعان.
مسألة>