شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
إثبات صفة العلم لله تعالى
ذكر بعد ذلك صفة العلم:
وعلمـه بمـا بدا ومـا خـفــي | أحاط علـمـا بـالجلـي والخـفـي |
وفائدة الإيمان بالعلم: الإيمان بأنه سبحانه وتعالى يعلم أحوال العباد، فيعلم ما تكنه ضمائرهم، يعلم ما في نفوسهم؛ لأنهم خلقه، قال تعالى: رسم> أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ قرآن> رسم> كيف لا يعلم من خلق؟ ويعلم الأمور المستقبلة، قال تعالى: رسم> وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قرآن> رسم> يعلم كل ما في البر: من الدواب، والحشرات، والوحوش، والمخلوقات، ويعلم ما في البحر: من الحيوانات، ومن المخلوقات كلها صغيرها، وكبيرها، يعلم عدد ذلك كله، ويعلم أيضا الأمور الماضية، والمستقبلة، يعلمها قبل أن تحدث.
ذُكر أن أول من أنكر هذه الصفة بالبصرة اسم> معبد الجهني اسم> فأنكر عليه أهل العلم؛ أنكروا عليه، وذلك لأنه يدعي أن الله لا يعلم الأشياء حتى تحدث، لا يعلم الأمور المستقبلة، ولا يعلم مقاديرها، فرد عليه ابن عمر اسم> بقوله: لو أنفق أحدهم مثل أحد اسم> ذهبا ما قبله الله منه، حتى يؤمن بالقدر خيره وشره. واستدل بالحديث - حديث عمر اسم> المشهور- وفيه قوله: رسم> وتؤمن بالقدر خيره وشره متن_ح> رسم> فهذا ونحوه دليل على أنه أنكر هذه الصفة، وأن إنكارها يعتبر تنقصا: تنقصا لله سبحانه وتعالى ولا يخفى أن العبد عليه أن يؤمن بصفات الكمال لله.
مسألة>