الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به)    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
88071 مشاهدة
الزيارة البدعية للقبور

أما القسم الثاني من الزيارة: فهو الذي يقصد الدعاء والتوسل بهم إلى الرحمن جل وعلا.
أو قصــد الدعاء والتوسلا
بهـم إلى الرحمن جل وعلا
فبدعــة محدثـة ضلالـة
بعيدة عن هدي ذي الرسالة
هذه الزيارة زيارة القبور بهذا القصد بدعة محدثة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار وهو إذا زارهم يقصد الدعاء عندهم، أو يقصد الصلاة عند القبر، أو يقصد التوسل به إلى الله -تعالى-. يعتقد أن الدعاء في هذه البقعة أقرب إلى الإجابة، إذا دعا عند القبر وعند هؤلاء القبور، قد يكون أقرب إلى أن يقبل دعاؤه، وأن يستجاب له، ويعطى سؤله، فهذا بدعة، فليس المقبرة بأفضل من المساجد.
من أراد أن يدعوا، فإنه يدعو في المساجد؛ لأنها أماكن العبادة، فكونه يعتقد أنَّا إذا دعونا عند هذا القبر أو عند هذه القبور؛ كان ذلك أقرب إلى أن الله يقبل منا، ويعطينا سؤلنا، ويستجيب دعوتنا؛ فيكون بذلك مبتدعا، وإذا قال: أنا ما دعوت الميت إنما دعوت الله -تعالى- فنقول: لماذا خصصت هذه البقعة؟ لماذا خرجت من بيتك إلى هذا المكان؟ لماذا لم تدع في المسجد؟ لماذا لم تدع في المساجد المشرفة؟ لا شك أنك تعتقد أن هذه البقعة لها أهمية، ولها مكانة، ففعلك هذا يعتبر بدعة محدثة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة بعيدة عن هدي صاحب الرسالة.
وكذلك إذا قال: أتوسل بهذا الميت - يعني - أجعله واسطة بيني وبين الله تعالى، أتوسل به وأتبرك به، والتبرك غير التقرب - كما لا يخفى - نقول: إن التوسل لا يصح بمثل هؤلاء الأموات، فلا تقل: يا رب اقبل دعائي بواسطة السيد فلان، أو يا رب أتوسل إليك بفلان أو بفلان، هذا التوسل لا شك أنه تعظيم لهذا الميت، ومن عظم مخلوقا؛ فقد وقع في الشرك، وهو لا يشعر، هذا هو النوع الثاني من الزيارة.