من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة)
shape
شرح سلم الوصول وأبواب من كتاب التوحيد
113361 مشاهدة print word pdf
line-top
الزيارة البدعية للقبور

أما القسم الثاني من الزيارة: فهو الذي يقصد الدعاء والتوسل بهم إلى الرحمن جل وعلا.
أو قصــد الدعاء والتوسلا
بهـم إلى الرحمن جل وعلا
فبدعــة محدثـة ضلالـة
بعيدة عن هدي ذي الرسالة
هذه الزيارة زيارة القبور بهذا القصد بدعة محدثة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار وهو إذا زارهم يقصد الدعاء عندهم، أو يقصد الصلاة عند القبر، أو يقصد التوسل به إلى الله -تعالى-. يعتقد أن الدعاء في هذه البقعة أقرب إلى الإجابة، إذا دعا عند القبر وعند هؤلاء القبور، قد يكون أقرب إلى أن يقبل دعاؤه، وأن يستجاب له، ويعطى سؤله، فهذا بدعة، فليس المقبرة بأفضل من المساجد.
من أراد أن يدعوا، فإنه يدعو في المساجد؛ لأنها أماكن العبادة، فكونه يعتقد أنَّا إذا دعونا عند هذا القبر أو عند هذه القبور؛ كان ذلك أقرب إلى أن الله يقبل منا، ويعطينا سؤلنا، ويستجيب دعوتنا؛ فيكون بذلك مبتدعا، وإذا قال: أنا ما دعوت الميت إنما دعوت الله -تعالى- فنقول: لماذا خصصت هذه البقعة؟ لماذا خرجت من بيتك إلى هذا المكان؟ لماذا لم تدع في المسجد؟ لماذا لم تدع في المساجد المشرفة؟ لا شك أنك تعتقد أن هذه البقعة لها أهمية، ولها مكانة، ففعلك هذا يعتبر بدعة محدثة، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة بعيدة عن هدي صاحب الرسالة.
وكذلك إذا قال: أتوسل بهذا الميت - يعني - أجعله واسطة بيني وبين الله تعالى، أتوسل به وأتبرك به، والتبرك غير التقرب - كما لا يخفى - نقول: إن التوسل لا يصح بمثل هؤلاء الأموات، فلا تقل: يا رب اقبل دعائي بواسطة السيد فلان، أو يا رب أتوسل إليك بفلان أو بفلان، هذا التوسل لا شك أنه تعظيم لهذا الميت، ومن عظم مخلوقا؛ فقد وقع في الشرك، وهو لا يشعر، هذا هو النوع الثاني من الزيارة.

line-bottom